خولة أبو يونس.. تحدّت الإعاقة فكانت الفرحة بالتفوق

غالبًا ما يفرح الإنسان عند قراءة قصص الناجحين، ولكن يكون هذا الفرح ممزوجًا بالاعتزاز عندما يكون أصحاب هذه القصص ممن يعرفون بـ”ذوي الاحتياجات الخاصة”، الذين تمكنوا، رغم إعاقتهم، من تخطي الصعاب، والقيام ببطولات تحدّوا بها أقرانهم الأصحّاء.
خولة أبو يونس (18 عامًا) من سكان مخيم خانيونس للاجئين، تمكنت رغم إعاقتها، من اجتياز امتحان الثانوية العامة والحصول على معدل 89.4%.
وبعزيمة وتحدٍّ، أصرت خولة -التي تعاني من انحناء في العمود الفقري ونقص في يدها اليمني ونقص في الجهة اليمني من الداخل بالكامل- على خوض السباق والحصول على معدل لم تكن راضية عنه.
تفوّق أقل من طموحها
كانت خولة تتمنى أن يكون معدلها أعلى مما حصلت عليه، خاصة أنها من المتميزات في الدراسة طيلة سنوات دراستها.
وأوضحت أنها استقبلت النتيجة بالبكاء؛ لكونها كانت تتوقع معدلًا أكبر، مشيرة إلى أن السبب الرئيس وراء عدم حصولها على النتيجة المناسبة هو قيام وزارة التربية والتعليم بإحضار كاتبة لها أثناء الامتحانات، لكون خطها صغيرًا، وقد يؤثر على نتيجتها أثناء تصليح الامتحانات.
ولفتت إلى أن التعبير في الكتابة للامتحان ليس كالتعبير الشفوي، خاصة أنها تعتمد في كتابتها على يدها اليسرى، لكنها اجتازت المرحلة وتميزت رغم الإعاقة.
تأثير الحصار
وعدّت خولة الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي أحد المعوقات الرئيسة التي واجهتهم خلال الدراسة وتقديم الامتحانات، إلى جانب دخول شهر رمضان المبارك الذي بدأوا خلاله تقديم الاختبارات.
ولم تكن الإعاقة التي لازمتها منذ الولادة حاجزًا لخولة بأن تعيش حياتها بشكل طبيعي، وأن تتفوق في دراستها، مؤكدة أن الإعاقة هي إعاقة العقل وليس الجسم، عادّةً إياه ابتلاء من الله عز وجل.
وحتى اللحظة لم تقرر خولة بعدُ أي تخصص ستدرس، ولكنها تميل إلى دراسة الحقوق، ومع ذلك فهي تمتلك مهارة التطريز وحياكة الملابس.
فرحة الأبوين
أما والدها العاطل عن العمل، فعبّر عن سعادته البالغة بتفوق ابنته وحصولها على هذا المعدل، بالرغم من عدم رضاها عنه.
وأوضح أن خولة متميزة منذ الصغر في دراستها وتستحق الأفضل دائمًا، خاصة أنه لم يشعرها أبدًا بالإعاقة، بل كان يهيئ لها جميع متطلباتها ورغباتها.
وعن حالتها، تحدث الوالد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” قائلاً: “خولة ولدت مع توأم لها وتوفيت شقيقتها بعد الولادة بساعات”، مشيرًا إلى أنه ومنذ عمر الثالثة لخولة بدأ بالتنقل بها عبر مستشفيات الخارج، الأمر الذي أرهقه ماديًّا ومعنويًّا.
صعوبات وتحديات
ويضيف: “كنا نواجه صعوبة في ذهاب خولة وعودتها من المدرسة يوميًّا، خاصة في المراحل الدراسية الأولى لها”، مؤكدًا أنها تمتلك من العزيمة والإرادة ما يمكنها لتجاوز المستحيل.
وقال: “لا أدري كيف سأتدبر رسوم الدراسة الجامعية لخولة؛ خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها أهلنا في القطاع”.
وبابتسامة راضية، عبّرت الوالدة أم فراس عن سعادتها بتفوق ابنتها وحصولها على هذه الدرجة، خاصة أنها لم تشعرها يومًا بالإعاقة.
وتمنت الوالدة التفوق والنجاح لابنتها؛ مرددة لها الدعاء بمستقبل أفضل وواعد في حياتها المستقبلة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: العدوان على اليمن جريمة حرب وإرهاب دولة ممنهج
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام دانت تدين حركة "حماس" بأشدّ العبارات العدوان الاسرائيلي على اليمن، والذي نفّذته طائرات جيش الاحتلال، واستهدف مواقع...

تحذيرات من انهيار كامل لمستشفيات غزة خلال 48 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الإثنين، من أن مستشفيات القطاع على شفا الانهيار خلال 48 ساعة بفعل منع...

غوتيريش: توسيع إسرائيل هجماتها بغزة سيؤدي لمزيد من الموت والدمار
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن خطة إسرائيل لتوسيع هجماتها على غزة ستؤدي إلى مزيد من الموت...

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن
صنعاء- المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...

9 شهداء بغارتين إسرائيليتين في مخيم النصيرات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 9 شهداء على الأقل، وأصيب عدد كبير من المواطنين بجروح، الإثنين، جراء غارتين شنتهما مسيّرات إسرائيلية، على منطقة...

صحة غزة: حصيلة حرب الإبادة ترتفع إلى 52,576 شهيدًا
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت زارة الصحة بقطاع غزة، بأن 32 شهيدًا منهم 9 انتشال، و119 إصابة وصلت مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية....

مستوطنون يحرقون محاصيل قمح في سهل برقة بنابلس
نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام أحرق مستوطنون متطرفون، مساء اليوم الاثنين، على إحراق أراضٍ زراعية مزروعة بالقمح في سهل برقة شمال غرب مدينة نابلس...