الجمعة 28/يونيو/2024

ناريمان أبو مساعد.. التفوق من زقاق المخيم

ناريمان أبو مساعد.. التفوق من زقاق المخيم

“شعور الفرحة بالتفوق لا يوصف، نتيجتي كانت مشرفة، ورفعت رأس أسرتي عاليًا”.. بهذا لخّصت المتفوقة ناريمان أبو مساعد حالة الفرح التي سادت البيت، حيث حصلت من مدرسة بنات المغازي الثانوية وسط القطاع على ترتيب الثالث في الفرع الأدبي على محافظات فلسطين بمعدل (99.1%).

كل شيء في منزل أبو مساعد يشي بالبساطة بدءًا من الزقاق الطويل المؤدي للبيت وصولاً إلى تفاصيل المشهد العام لأثاث ومتاع الحجرات التي شهدت اجتهاد أحد طلابها.

جهد متواصل
على قاعدة “لكل مجتهد نصيب”، مضت الطالبة ناريمان في الجدّ والمذاكرة اليومية من اليوم الأول في الثانوية العامة، وقد فضّلت دوماً الساعات الأولى من الفجر هرباً من حرارة الطقس في الشهور الأخيرة واستفادةً من حالة الهدوء بقية الوقت.

وتضيف: “حققت حلمي بعد أن وضعت التفوق أمام عيني طوال السنة، وعشت صعوبات كثيرة أهمها الكهرباء، فاستعنت ببطارية بسيطة للإنارة، وكنت أدرس بعد دخول الصيف في ساعات الفجر الأولى”.

عاشت ناريمان في سباق مع الوقت؛ فقد كانت الساعات “تجري جرياً” -كما تقول-، وقد أدت أزمة الكهرباء إلى زيادة معاناتها.

وتتابع: “السبب الأساسي في تفوقي هو دافعي الداخلي في ظل دعم أبي وأمي، فمهما قدمت لهما الشكر لن أفيهما حقهما”.

وتطمح ناريمان في دراسة تخصص اللغة الإنجليزية، وهي رغبة حفزتها لكسب الدرجات العالية حتى أضحى اسمها يُتناقل بين أوساط الناس في قطاع غزة.

حالة فرح
يتبرع أحد شبّان العائلة لتشغيل أغنية من أغاني الفرح تتغلب على جلبة قرابة 10 سيدات اكتظت بهن حجرة المنزل الصغيرة التي بدأت تشهد مقابلات صحفية وتلفزيونية.

تتدخل تهاني أبو مساعد، عمّة المتفوقة ناريمان، بالقول: إن ابنة أخيها حافظت على تميزها منذ الصغر، وتخطت العام الماضي كل الصعاب رغم بساطة حالتها المادية.

أما والدة ناريمان التي كانت تشعر طوال العام الماضي بأهمية ملازمتها لابنتها وهي تراجع الدروس، فتوصي كل أم بضرورة الوقوف معنوياً قبل كل شيء مع طلبة الثانوية العامة.

ولا يجد والد ناريمان السيّد بكر أبو مساعد وصفاً لمشاعره بعد إعلان النتائج، يضيف: لا أستطيع التعبير عن فرحتي، هذا يوم سرور، هذه ثالث بنت لي في توجيهي، لكنها الأكثر تفوّقاً، وكنت أراها بعيني تصحو قبل الفجر وتدرس.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات