الجمعة 28/يونيو/2024

في تقوع .. تفوق بنتائج الثانوية وبـمقاومة الاحتلال

في تقوع .. تفوق بنتائج الثانوية وبـمقاومة الاحتلال

إلى الشرق من مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، تتوج بلدة “تقوع” كما هم أبناؤها بـ”مراكز التميز” هذا العام في امتحانات الثانوية العامة، ما جعلها محط أنظارهم، كما هو تميزها في نضالها ضد الاحتلال.

الطالبتان في مدرسة بنات تقوع الثانوية خلود وسحر، حازتا على المرتبة الثانية والثامنة على مستوى الوطن في نتائج امتحانات الثانوية العامة لهذا العام، والمرتبة الأولى والثانية على مستوى محافظة بيت لحم، ليعيش معهما مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” الفرحة كما هم باقي أبناء البلدة بعد أن تحولت منازل عائلاتهن محجا للمهنئين.

خلود خالد عبد الجليل الصباح، الحاصلة على معدل 99.3 في فرع العلوم الإنسانية، تقول لمراسلنا: “لا فرحة تعدل فرحة النجاح”.

لكنها تضيف قائلة: “الفرحة كانت منقوصة كون البلدة لا زالت تفتح أبواب التعازي، بل أقول التهاني باستشهاد آخر أبنائها محمد إبراهيم جبرين”، الذي ارتقى شهيدا برصاص الاحتلال قبل أيام فقط.

وتتابع حديثها بالقول: “أهدي تفوقي هذا لله عز وجل لأن التوفيق والسداد من عنده وحده، كما أهديه لشعبنا الفلسطيني وشهدائه، خاصة شهداء بلدتي وزميلي في الثانوية العامة الشهيد قصي العمور، ولمدرستي بنات تقوع الثانوية، ولوالدي ووالدتي أصحاب الفضل علي في دعمي ومساندتي”.

وترغب  خلود دراسة تخصص القانون أو الترجمة.



أما سحر عادل الخطيب، الحاصلة على معدل 99.1 في فرع العلوم الإنسانية، فكانت النتيجة “صادمة لها في البداية”، كما تقول، وتضيف: “أول كلمة قلتها الحمد لله، وما توفيقي إلا بالله”.

وتتابع: “كنت متوقعة أن أحصل على معدل ممتاز، لكني لم أتوقع أن أكون ضمن العشر الأوائل على مستوى الوطن، كوني لم أكن أراجع العلامات بعد الامتحانات”.

ووجهت سحر نصيحة لمن يحلم بخوض التجربة من الطلبة: “أنصح بالمحافظة على الدراسة أولاً بأول والمتابعة وتنظيم الوقت، فالثانوية لا تعني الحرمان”، وأوضحت أنها كانت تتابع التلفاز وتتصفح الإنترنت وتذهب لبعض الزيارات أثناء دراستها، “ولكن بحدود، فوقت الدراسة كان عندي مقدس، وكنت أدرس من 4 إلى 10 ساعات يومياً” .

وتنوي سحر دراسة التمريض أو إدارة الأعمال.

يقول والدها: “سحر اجتهدت وجدت وتابعت وسهرت الليالي، والحمد لله حصدت ما زرعت”، أما أمها فقالت: “هذا من فضل الله، كنا نهيئ الجو الملائم لدراستها قدر الإمكان، وهي كانت مجتهدة ومثابرة، وكان لديها طموح عال، وتمتعت بمعنويات عالية، وتوقعت نتيجة عالية بعد أن كانت في غاية الاجتهاد والفضل لله”.


null

شهادة من نوع آخر
على مقربة من منزل سحر، كان منزل طالب الثانوية العامة الشهيد قصي العمور يعج بالمهنئين أيضاً، والذي استعجل نتيجته، ولم ينتظر أن يعلنها أحد عنه، فاختار درب المقاومة، وحصل على شهادة غير شهادة زملائه الطلبة، فاستشهد في كانون الثاني من هذا العام.

“كان من المقرر أن يدخل عليّ اليوم بشهادته، لكنه اختار الشهادة العليا”، تقول والدته، وتضيف: “أهنئ زملاء نجلي من طلبة الثانوية العامة بنجاحهم، لكنّي أحمد الله أن قصي لم يكن يطلب شهادة تؤهله لدخول الجامعة، بل نال شهادة تؤهله لدخول الجنان”.


null

احتفالات بطريقة مختلفة
واختفت مظاهر الفرح في أنحاء بلدة تقوع، رغم ما حصلت عليه من نتائج مشرفة في امتحان الثانوية العامة “إنجاز”، كون البلدة ودعت شهيدها الأخير محمد إبراهيم جبرين قبل أيام، لكن شبان البلدة اختاروا الفرحة على طريقتهم الخاصة، فوجهوا ألعابهم النارية وحجارتهم صوب الاحتلال، واشتعلت المواجهات على مداخل البلدة في يوم النتائج، ليسطع نجم بلدة تقوع مرتين، بشهاداتها وشهدائها.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات