الثلاثاء 06/مايو/2025

نتائج التوجيهي.. حينما تتحول التربية والتعليم إلى بيزنس

نتائج التوجيهي.. حينما تتحول التربية والتعليم إلى بيزنس

هل تحولت “التربية” إلى بيزنس و”التعليم” إلى “صفقة تجارية”.. تساؤلات عديدة جالت بمخيلة كثير من الأبناء والآباء الذين كانوا ينتظرون نتائج الثانوية العامة، وفوجئوا بحصر إعلانها عبر شركتي “جوال” و”الوطنية”.

ورغم أن مرحلة الثانوية العامة والإعلان عن نتائجها واحدة من أهم المناسبات التي يرتقبها المواطن الفلسطيني بشكل ملحوظ، ويوليها اهتماما يكاد في بعض الأحيان يفوق الاهتمام بمراسيم الزفاف والتخرج من الجامعة، إلا أن السلطة تسببت في احتراق أعصابهم وتوتيرها بعد أن تركتهم لاحتكار شركات الاتصالات لها وسلب ما في جيوبهم، ليصبح العذاب والتوتر من نصيب الأهالي و”الحلوان” كله لشركات الاتصالات.

تغيير النمط

وشهدت الأعوام الأخيرة تغيير وزارة التربية والتعليم من نمط تعاطيها مع إعلان  النتائج من خلال حصر إعلانها على شركتي جوال والوطنية، في حين غابت الصحف التي تولت لعدة سنوات مهمة طباعتها وبيعها، كما قيدت الكثير من المواقع عن إعلان النتائج، وحتى موقع الوزارة الإلكتروني الذي خصص لهذا الغرض، شهد تعطلا طوال اليوم الأمر، الذي أثار حفيظة كثير من المواطنين إزاء تلك  السياسات  والطقوس.

يقول محمود حسين مدير إحدى المدارس في مدينة نابلس خلال حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، إن مدير المدرسة الثانوية آخر من يعلم بنتائج طلابه.

وأضاف متسائلا: “ما المانع أن تُرسل نتائج الطلاب على إيميل المدير لتوزع على الطلاب في المدارس بالتزامن مع إعلان النتائج من معالي وزير التربية كما هو الحال مع شركتي جوال والوطنية؟ أيُعقل انتظار المدير ثلاث ساعات بعد إعلان هذه النتائج ليعلم بها ويعلم طلابه؟ ألسنا من ننادي بتقنية التعليم الإلكتروني؟”.

زياد عواد المدرس في مدرسة حكومية قال لمراسلنا معقبا: “أيعقل بأننا نتحدث عن نظام تعليمي يقوم على الرقمنة والتطور التكنولوجي كما يروج لذلك وزير التربية والتعليم، وما زال يطلب من المدراء التوجه إلى المديريات لاستلام النتائج، مع أنه كان بالإمكان إرسال النتائج كافة عبر الإيميل أو عبر تقنية خاصة مسهلة للجميع”.

وأكمل: “إنه لمن السخرية أن تؤتمن شركات الاتصالات -التي بالأصل تسرب النتائج- وفي ذات الوقت لا يؤتمن المدراء عليها في يوم إعلانها”.

تفكير مادي

الناشط الشبابي أحمد جرار عبر صفحته على الفيس بوك هو الآخر انتقد أسلوب تعامل التربية والتعليم مع النتائج قائلا: “وزارة التربية والتعليم سلمت كشوفات نتائج التوجيهي لشركات الاتصال الوطنية وجوال بوقت مبكر قبل يوم على أقل تقدير، بينما لم تسلم مدراء المدارس والطلاب النتائج حتى ظهر اليوم، وخلل كبير حدث بالإعلان على موقع الوزارة، وأرقام متضاربة وصلت، وبالنهاية كانت هناك قوائم بأسماء الناجحين والراسبين ولم تحفظ الخصوصية لأحد”.

وأردف: “التضارب سببه التفكير المادي مع استغلال شركات الاتصال بالتنسيق مع الوزارة، وقرارات وتوجهات خاطئة من الوزارة لعدم اعتماد نشر قوائم الأسماء الكاملة منذ البداية، فسلبية نشر الأرقام بدون الأسماء أكبر من إيجابياتها”.

المواطن أبو محمد والد أحد طلبة الثانوية العامة قال: “الوزارة تتلاعب بمشاعر الطلاب وذويهم من خلال بروتوكولاتها التي في النهاية تعدّ اقتصادية”.

وتابع: “الوزارة تبيع النتائج لشركتي جوال والوطنية التي تتسلى بمشاعر الطلبة وتتلاعب بها في الوقت الذي تقتطع مبالغ كبيرة مع كل رسالة من الطلاب مقابل إرسال نتيجته”.

توزيع التوتر

من جانبه، انتقد الكاتب الصحفي أحمد يوسف، حرق وزارة التربية والتعليم أعصاب طلاب وطالبات “التوجيهي”، وقلوب عوائلهم، قائلا: “إن الوزارة كأنها جمّعت توتر العام بأكمله من أجل توزيعه في يوم النتائج”.

وأوضح في مقال له على “ألترا فلسطين” أن الوزارة التي أعلنت أن النتائج ستكون بأرقام الجلوس بدون أسماء للحفاظ على خصوصية الطلاب، منعت نشر النتائج كليًا في الجرائد، ومنحتها لشركة “جوال” بشكل حصري، حتى كانت هذه الأخيرة صاحبة “الإنجاز” الأكبر في امتحان “الإنجاز” لهذا العام.

وأشار إلى أن الوزارة قالت إن النتيجة ليس بها احتكار لأنها ستعلن على موقعها الرسمي، لكن ما حدث يوم النتائج، هو سقوط موقع الوزارة منذ اللحظة الأولى، وتُرك لـ”جوال” الاستفراد بالطلاب، ومن لم يسجلوا منهم في خدمة جوال، لأنهم رفضوا منح “جوال” حق الوصول إلى جيوبهم لتسجيل أرباحٍ خيالية؛ ظلوا لساعات معلّقين بين الرسوب والنجاح.

“البوفيه المفتوح”

وقال: “ليست مشكلتنا الوحيدة في هذه المناسبة مع تحقيق “جوال” وأمها “بالتل” أرباحًا خيالية من حاجاتنا الأساسية، فهي تفعل ذلك دائمًا وفي كل الظروف، وتحصل على مباركة السلطة الفلسطينية؛ بل وحمايتها لها من أي احتجاجات. فهناك مشكلة أخرى تتمثل في مبدأ الاحتكار، أن تحتكر “جوال” حق 71.237 ألف طالب وطالبة في الحصول على نتائجهم، وبالتنسيق مع الحكومة”.

وأضاف “لقد بدا الأمر ملعوبًا بشطارة! تعرض جوال إرسال النتائج باكرًا للطلاب، حتى لا يُضطروا لانتظار وصول شهاداتهم بعد الساعة الـ11 ظهرًا لمدارسهم، ثم يسقط موقع الوزارة، والمبرر هنا جاهز طبعًا، وهو أن الموقع تعرض لضغط شديد بسبب عدد الزيارات الهائل، فيدفع الطلاب الذين أرادوا حماية جيوبهم من “جوال” ثمن قراراتهم، ولا يحصلوا على نتائجهم”.

وتابع “لم يكن حدثًا سعيدًا أن يخرج صبري صيدم لإعلان نتائج “الإنجاز”، ومن خلفه لافتة كبيرة تحمل شعار “جوال”، وعليها ُكتب “مؤتمر إعلان امتحان الثانوية العامة الإنجاز”… لقد بدا الأمر احتفالاً للشركة، دُعي إليه الوزير كضيف شرف، وطلاب الثانوية العامة لدفع ثمن “البوفيه المفتوح” الذي ستأكله جوال وحدها”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...