الجمعة 09/مايو/2025

المتفوقة حليمة.. ابنة شهيد وشقيقة الجرحى تحقق حلم أسرتها

المتفوقة حليمة.. ابنة شهيد وشقيقة الجرحى تحقق حلم أسرتها

للمرة الأولى منذ استشهاد والدها في معركة العصف المأكول عام (2014) وإصابة أشقائها السبعة بجراح، يتفوق الفرح على مشاعر الألم التي عاشتها أسرة الطالبة حليمة بدران من مخيم النصيرات.

وكانت الطالبة حليمة نضال بدران حصلت على الترتيب الرابع في الفرع الشرعي في محافظات قطاع غزة بمعدل (97.7%) في ظروف خاصّة جداً فاجأت كل من حولها.

وتعد حليمة الناجي الوحيد من قصف مدفعية الاحتلال لمنزل الشهيد نضال بدران في (30) تموز من عام (2014)، والذي أصيب فيه (7) من أشقائها وشقيقاتها، منهم (4) بجراح خطيرة بعيْد استشهاد والدها في قصف مغاير.

متفوقة رغم الجراح
تتحلى المتفوقة بدران برباطة جأش وهي تروي قصتها مع الثانوية العامة بعد أن استشهد والدها الذي كان يشكل لها مصدر الدعم المعنوي والنفسي منذ دخلت المراحل الدراسية الأولى.
 
تصف مشوار الثانوية العامة بالقول:” بدأت الدراسة في ظروف ما بين متوسطة وصعبة خاصةً في ظل غياب والدي الذي كان عامل إسناد ودعم معنوي وتوجيه دائم وإصابة أشقائي إيمان وحنان ومحمد وإبراهيم بجراح خطيرة”.

ويعاني الطفل محمد (12 عاما) من فقدان كامل للبصر وتشوهات في الوجه بينما تعاني إيمان (19 عاما) من شظايا في ساقيها، وقد نجت إحداهما من البتر بأعجوبة بعد انقطاع الأوتار وتهتك الأعصاب.

ولا تزال نوبات الصرع تداهم إبراهيم (17 عاما) بعد إصابته بشظايا في أنحاء جسده وتضرر جهازه العصبي، ولا تزال حنان (14 عاما) تشكو من بقايا شظايا في رقبتها أثرت على أعصاب ذراعيها، وتحتاج أيضاً لعمليات تجميل.
 
وتضيف: “افتقدت أبي كثيراً وغيابه كان تحديًا كبيرًا، لكنني تدريجياً تغلبت على هذه الصعوبة، وبدأت أسيطر على الدراسة، فهو نفسه من أراد تميزي وتفوقي”.
 
وتهدي حليمة تفوقها إلى معلمات مدرسة الرياض الثانوية في مخيم النصيرات بمحافظة وسط قطاع غزة اللاتي لم يقصرن في شرح الدروس، ودعمن تفوقها بالنصح والإرشاد طوال العام الماضي.

العلوم الشرعية
وكانت حليمة قد اختارت دراسة الفرع الشرعي رغم تميزها في المواد الدراسية كافة خاصّة العلمية منها، واجتهدت طوال العام الماضي متخطيةً جملة من الصعوبات.

لو لم يكن خيارها هو العلوم الشرعية لشقت طريقها في الفرع العلمي؛ فقد تميزت منذ الصف العاشر في المواد العلمية، وحرضتها معلماتها على دخول الفرع العلمي.
 
تقول حليمة: “طموحي هو دخول كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية. اليوم أقول واثقة: إن سبب تميزي هو ثقتي بالله رغم كل ما عشته من آلام وجراح. كنت أرى توتر الطالبات في الامتحانات، وأنا مع نفسي في كامل طمأنينة”.
 
أما والدة حليمة (أم أحمد) فكانت تعتمد اعتماداً كلياً على حليمة في مساعدة أبنائها في دراستهم لكن مرورها بالثانوية العامة أجبرها على تركها تتفرغ لدروسها فقط.
 
وعاشت الأم رفقة أبنائها التسعة عاماً خاصاً؛ فقد كانت الثانوية العامة لابنتها حليمة سنة صعبة ومميزة في الوقت ذاته، فيما حافظت حليمة على رباطة جأشها وهدوء أعصابها.
 
وتعاني أسرة بدران من حصار غزة الذي يحول دون استكمال أشقاء وشقيقات حليمة العلاج المناسب خارج قطاع غزة بعد أن رحل ربّ الأسرة عن البيت تاركاً فراغاً كبيراً.
 
ويعقّب وليد بدران، عمّ المتفوقة حليمة، على فرحة النجاح قائلاً: “حياة هذه الأسرة تبدّلت بالكامل؛ فأخي استشهد وانتشلناه من تحت ركام مسجد القسام، وأبناؤه أصيبوا بقذيفة مدفعية على المنزل، وللمرة الأولى يطرق الفرح بابهم رغم أنهم بحاجة ماسّة لاستكمال العلاج”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك وباحاته، وسط تشديدات وإجراءات مكثفة فرضتها...

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز معلومات فلسطين "معطي" استشهاد 1000 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر...