تقارير

محمود سلامة.. القرآن نبراس التفوق والتميز

الأربعاء 12/يوليو/2017 الساعة 5:47 مساءً

على أهازيج الزغاريد، استقبلت الوالدة نبأ حصول ابنها محمود على معدل 99.6% بالفرع العلمي، لتبدأ مشوارا جديدا مع الفرح، يخطه نجلها المتفوق نحو مستقبل واعد.

الشاب محمود أحمد سلامة من منطقة حي الأمل غرب خانيونس جنوب قطاع غزة؛ حصل على المركز الرابع على مستوى الوطن في الفرع العلمي.

ومن بين أزقة المخيم بدأت الوفود تتسابق إلى منزل عائلة سلامة، مقدمةً التهاني والتبريكات للعائلة بنجاح ابنها، وحصوله على هذا المعدل في الثانوية العامة.

سعادة غامرة ملأت قلب الشاب الحافظ كتاب الله منذ نعومة أظفاره؛ حيث استطاع حفظ القرآن الكريم في سن التاسعة ليكون له نبراساً ودليلاً للتفوق والاجتهاد.

لم يكن محمود متفاجئًا من نتيجته؛ خاصة أنه قد نظم وخطط لهذا التفوق منذ بداية مرحلة التوجيهي، واستطاع أن يكتب هدفه بأنه يريد الحصول على معدل 99.7%.

استطاع محمود بمساعدة أهله ووالدته أن يحقق حلمه بالتفوق، ولم تبخل عليه الأسرة بأي شيء خاصة أن والده قد توفي، وهو في سن السادسة.

حالة اليتم التي مر بها الشاب المتفوق لم تنسه هدفه، خاصة أنه حافظ كتاب الله، ويعمل محفظاً في المسجد القريب من منزله، إضافة لكونه التحق بالعديد من دورات التلاوة والتجويد.

وعدّ سلامة القرآن الكريم المعين الوحيد له بعد الله عز وجل في نجاحه وتفوقه؛ خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها أهل قطاع غزة من حصار وانقطاع التيار الكهربائي.

ويطمح الشاب المحبوب إلى إكمال دراسة الطب، ويلتحق بشقيقته الكبرى التي تكمل دراسة الطب في جمهورية مصر العربية، لافتاً إلى أنه يحلم بدراسة الطب منذ الصغر.

وأوضح سلامة أنه واجه عدة تحديات خلال فترة دراسته، أبرزها انقطاع التيار الكهربائي، مشيراً إلى أنه تجاوز هذه العقبة بتحويل فترة الدراسة لساعات الصباح، ومن التحديات أيضاً أن الامتحانات كانت في شهر رمضان؛ الأمر الذي زاد من صعوبة الدراسة، وتقديم الاختبارات.

مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” زار منزل العائلة، ورصد حالة الفرحة والسعادة التي ملأت أرجاء المكان.

وبين استقبال المهنئين وعدسات الكاميرات، أطلقت الوالدة أم محمود زغاريد الفرحة مرة أخرى، مفتخرة بابنها الذي رفع رأسها ورأس عائلته عالياً ليبدأ مشوارا جديدا من التفوق والنجاح.

وعن شعورها بتفوق نجلها محمود، تقول الوالدة لمراسلنا: “السعادة في هذا اليوم لا توصف؛ فقد امتلأ بيتنا بالفرح والسرور، وأشكر الله عز وجل على توفيقه لابني بالتفوق والنجاح”.

وتتابع الوالدة ودموع الفرح لا تكاد تفارق وجهها: “أتمنى من الله عز وجل أن يرزق هذه الفرحة لكل مشتهٍ”، موضحة أن ابنها محمود كان مواظباً على دراسته وقراءة القرآن الكريم منذ الصف الأول الابتدائي.

وتضيف: “محمود كان يضع لنفسه جدول دراسة أسبوعيا ينهي خلاله كل المواد بالأسبوع نفسه”، لافتة إلى أن محمود وصل إلى هذه المرحلة بتوفيق من الله عز وجل وبالجد والاجتهاد بالدرجة الثانية، وبمساعدتهم له في العائلة بالدرجة الثالثة.

من جانب آخر وعبر برنامج الدردشة الخاص، تواصل مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” مع شقيقة محمود الكبرى والتي تكمل مرحلة الماجستير في تركيا، لتعبر عن سعادتها البالغة بتفوق شقيقها وحصوله على المركز الرابع على مستوى فلسطين.

وقالت: “فرحتي لا توصف بتفوق شقيقي محمود، وكنت أتمنى أن يكون الوضع في قطاع غزة أفضل لكي أتمكن من مشاركة أهلي الفرحة، ولكن قدر الله غالب”.