الجمعة 28/يونيو/2024

محمد الحاج حمد.. مدرسة الصبر يرحل دون وداع نجله الأسير

محمد الحاج حمد.. مدرسة الصبر يرحل دون وداع نجله الأسير

الداعية الصابر، ومربي الأجيال الذي نهل من علمه المئات، والأب المجاهد الذي خرج من بين يديه أبطال مثل يحيى (أحد منفذي عملية إيتمار)، والصابر المحتسب على الابتلاءات ابتداءً باعتقال نجله، مرورًا بهدم منزله، وأخيرا مرضه.

محمد الحاج حمد، الرجل السبعيني، عاش في مدينة نابلس مربيا، متنقلا من مدرسة إلى أخرى، مدرسا لمادة الرياضة تارة، والجغرافيا تارة ثانيا، قبل أن ينتهي به المطاف إلى التقاعد لينشط في ميادين الدعوة والتربية.


null

وبعد معاناة مع المرض ارتحل الحاج حمد الليلة الفائتة، تاركا وراءه صيتا لا ينسى، وأخلاقا ستبقى مدرسة لكل من عرفه، وعرف أبناءه، ليصطف المئات في المسجد الكبير في مدينة نابلس في صلاة الجنازة لوداع تلك القامة الدعوية والشخصية التربوية المدرسة، يكفيها أن خرجت أبطالا أمثال الأسير يحيى الحاج حمد منفذ عملية إيتمار.

وبحسب عائلته؛ فإن المرحوم كان ينتظر اللحظة التي يسمع فيها صوت نجله يحيى، ويوصي أفراد العائلة أن يحضروا الهاتف في كل مرة يهاتفهم فيها من سجنه.

وكشفت العائلة خلال حديث لها مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أن آخر حديث تمّ بين الأسير يحيى ووالده كان قبل قرابة الأسبوع عندما رنّ الهاتف في المنزل فهجم الجميع على الهاتف وارتفع صوتهم “يحيي يحيى”، ومن ثم طلب الوالد أن يكلمه قائلا لهم: “هاتوا التلفون خليني أسمعه صوتي وأسمع صوته”.

وذكرت العائلة أن لحظة وفاة الوالد كانت صعبة للغاية على الجميع؛ حيث انهمر البكاء من الكل؛ لكونه كان دائم الذكر لابنه الأسير يحيى وشوقه.

وما زاد من صعوبة الموقف، كما تقول العائلة، هو تلقيهم اتصالا هاتفيا من نجلهم اليوم طالبا منهم أن يحدث والده وهو ميت، قائلا لهم: ضعوا الهاتف على أذنه، ومن ثم ردد،  قائلا: “إذا لم نلتقِ في الأرض يوما، وفرقَ بيننا كأس المنون، فموعدنا غدا، في دار خُلد، بها يحيا الحنون مع الحنون، يا راحلين عن الحياة وساكنين بأضلعي، هل تسمعون توجعي؟ وتوجع الدنيا معي”.

من الجدير بالذكر أن الأسير يحيى نجل الراحل هو أحد منفذي عملية ايتمار قبل عامين، والتي جاءت ردا على جريمة إحراق عائلة دوابشة، ويقضي حكما بالسجن المؤبد مرتين.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات