حدائق ذات بهجة.. أزقة البلدة القديمة بسلفيت تتزين بالورود

في أزقة البلدة القديمة بمحافظة سلفيت، تنبعث الدهشة في قلب كل من يدخلها، عندما تقع عينه، في كل ركن من أركانها، على زهور وورود مختلفة الأشكال والأحجام، ويشتم منها الروائح العطرية الزكية، وكأنها حدائق ذات بهجة.

جهد ذاتي

ويتسابق مواطنو البلدة القديمة على تزيين أزقتهم بجهود شخصية ودافع ذاتي ودون دعم من أحد، كما تقول نجية شاهين، والتي زينت مدخل منزلها القديم بأنواع شتى من الورود والأزهار، وسط بهجتها وفرحتها بما صنعت.

تقول نجية: “لا أحد دعمنا أو حتى رفع من معنوياتنا، وحتى إننا نسقي الورود من جيبنا الخاص، ونطالب على الأقل بأن تكون المياه على حساب البلدية، فتزيين الأزقة يضفي جمالا عليها وأحيانًا يقوم زوار بزيارتها والإعجاب بها”.

قوارير وعبوات

ويسارع نياز فاتوني لجلب تراب أحمر غني بالمواد العضوية الطبيعية لوضعها في قوارير وعبوات بلاستيك، ومن ثم يختار أجمل أنواع الورود لزراعتها، ويسقيها من مياه البلدية على حسابه الخاص.

فيما تزرع زينب عمران ورودا ذات رائحة جميلة جدًّا وفواحة، وهو ما يجعل الجلوس في الأزقة وشم الزهور جلسة لا تمل، كما يقول محمود المصري، والذي يضيف: “يجب دعم مثل هذه الأعمال، وجعل سلفيت وأزقتها نموذجًا للرعاية، وذات جمال طبيعي يجلب السواح والزوار؛ بدل أن تكون مهدمة وذات منظر غير مريح على الإطلاق”.

وتقول زينب أم محمد، إن العناية بالزهور والورود يحتاج جهدًا شبه يومي؛ حيث يجب حمايتها من الأطفال من قطعها أو إتلافها، كما يجب سقايتها كثيرًا، خاصة مع موجة الحر الشديد التي تضرب المنطقة هذه الأيام.

دعم للجهود

ويثني إبراهيم الحمد، مدير زراعة سلفيت، على جهد ونشاط مواطني الحارة الغربية في سلفيت، وبقية مناطق البلدة القديمة التي يكسوها الجمال، بزراعة أصناف كثيرة من الورود والزهور، ويقول بأن مديرية الزراعة تدعم مثل هذه الجهود المباركة، وأن المنظر الجميل للورود يحسن من المظهر العام للبلدة القديمة بسلفيت.

ويشار إلى أن البلدة القديمة بسلفيت؛ شهدت هدم عدة مبان فيها خلال انتفاضة الأقصى بحجة تصنيع السلاح، ويناشد مواطنوها ترميم بعض الأبنية الآيلة للسقوط، ودعم وتعزيز صمودهم فيها، كون الحجارة والأبنية والأزقة تعدّ تاريخية تعود لمئات السنين.