الجمعة 28/يونيو/2024

عيسى بائع القهوة.. شهيد لقمة العيش وضحية الطرق الالتفافية

عيسى بائع القهوة.. شهيد لقمة العيش وضحية الطرق الالتفافية

وسط الحزن والألم الشديدين؛ شيع أهالي بلدة الخضر جنوب بيت لحم الشهيد بائع القهوة؛ الشاب عمر أحمد عيسى البالغ  من العمر 37 عامًا؛ والذي كان أحد ضحايا الطرق الالتفافية التي يسلكها المستوطنون داخل الضفة الغربية.

وبحسب روايات شهود عيان؛ فإن الشاب عيسى وخلال بيعه القهوة للزبائن يوم الجمعة (7-7-2017) لم يستطع تفادي مركبة مسرعة – دراجة – لأحد المستوطنين كانت قادمة باتجاهه؛ والذي يقطن في مستوطنة “افرات” المقامة على أرض بلدته؛ حيث كان يقودها بسرعة جنونية؛ ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة نقل على إثرها إلى المشفى بمدينة القدس المحتلة؛ وهناك أعلن عن استشهاده، ليصل الخبر إلى عائلته وسط صدمة وذهول.

سجن كبير

وفي بلدة الخضر وزعت القوى الفلسطينية بيانا عدّت فيه الشهيد عيسى هو “شهيد لقمة العيش”، مستنكرة حادثة الدهس المتعمد من المستوطن؛ ومطالبين المؤسسات المختلفة الحقوقية والدولية والمجتمع الدولي التدخل لوقف حالات القتل على هذا الشارع الالتفافي وكل الطرق الالتفافية التي تملأ الضفة الغربية.

وعن الحادثة يقول الناشط سليمان أبو رجب: إن مقتل الشاب عيسى واستشهاده أكد خطورة الطرق الالتفافية التي يسلكها المستوطنون، حيث لا يأبهون لحياة الفلسطينيين، ويدرج الحادث كحادث سير، ولا يعاقب المستوطنون، بينما لو تم حادث دهس مستوطن من فلسطيني لعدّه الاحتلال فورا حدثا أمنيا.

وكتب “ياريف اوفنهايمر” سكرتير عام “حركة السلام الآن” في  دولة الاحتلال عن الطرق الالتفافية يقول: “من أجل تطوير شبكة طرقات فاخرة وتظاهرية للمستوطنين، الذين يشكلون أقل من 5% من إجمالي سكان الدولة العبرية، فإن كلفة الطرقات عالية وبملايين الدولارات. والحديث عن حرية حركة الفلسطينيين على طرق الضفة يقود لنتيجة أن الفلسطينين يتم التعامل معهم وكأنهم “ليسوا من البشر”؛ بحيث تجعل حياة الفلسطينيين حصارا دائما، وتجعل الضفة الغربية بمنزلة السجن الكبير المقسم إلى كانتونات (علب سردين)”.

حصد للأرواح

ويؤكد الباحث خالد معالي أن الطرق الالتفافية التي يسلكها المستوطنون ومن بينها طريق 60 الذي استشهد فيه الشاب عيسى؛ تشكل خطرا داهما على مواطني الضفة الغربية؛ وتتسبب في حصد أرواح عدد من الفلسطينيين كل عام بشكل متواصل؛ حيث يتعمد المستوطنون دهس الفلسطينيين مستغلين حماية شرطة وجيش الاحتلال لهم، وعدم ملاحقتهم قانونيا إلا في حالات نادرة وقليلة.

وأشار معالي إلى أن شارع 60 سبق وأن استشهدت عليه الطفلة لمى موسى البالغة من العمر 6 سنوات، كما استشهد المزارع سليمان صلاح في الثامن من شباط الماضي بعد أن دهمه مستوطن مسرع بسيارته، كما دهس جندي صهيوني بسيارته الخاصة المزارع حسين موسى وهو راكب على دابته، وأصابه بجروح.

مصطلح الطرق الالتفافية

وأضاف معالي: إن الطرق الالتفافية لا تحصد فقط أرواح الفلسطينيين؛ بل تصادر الأراضي لصالح الطرق بحجة توسعتها، وحولت الضفة إلى كانتونات، وإن حوادث السير فيها أكثر مقارنة بالطرق داخل المستوطنات؛ حيث يحسب المستوطن حسابا كبيرا لسرعته داخل المستوطنات، بعكس الطرق خارجها التي يسلكها الفلسطينيون.

ولفت معالي إلى أن ما جرى هو ضريبة إجبارية مفروضة على المواطنين الفلسطينيين، فكل من يسافر على طرقات الضفة الغربية يشعر ويلمس عن قرب ويدفع ثمن شعوره من تمييز ما بين المستوطنين والمواطنين الفلسطينيين الذين يضطرون للسير على الطرق الالتفافية. 

وأشار معالي إلى أن مصطلح الطرق الالتفافية بدأ مع توقيع اتفاقيات أوسلو في شهر أيلول من العام 1993، حيث تتكون الطرق الالتفافية من ثلاثة أنواع؛ وهي طرق خاضعة للاستخدام “الإسرائيلي” المطلق، والتي يمنع الفلسطينيون من استخدامها كلياً، وطرق يسمح للفلسطينيين باستخدامها بقيود، وطرق أخرى يمكن للفلسطينيين استخدامها، وتكون خاضعة لقيود نقاط التفتيش.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات