الإثنين 24/يونيو/2024

قناديل البحر .. انتشار يزعج روّاد بحر غزة

قناديل البحر  .. انتشار يزعج روّاد بحر غزة

بكثافة غير معتادة، انتشرت قناديل البحر على طول شاطئ قطاع غزة؛ لتنغص على المواطنين في متنفسهم الوحيد لمواجهة موجة الحر المستمرة منذ عدة أيام.

حالة من الهستيريا أصابت الشاب محمد النجار (18 عاما) بعدما لسعه أحد قناديلالبحر في قدمه أثناء السباحة على شاطئ بحر خانيونس ليبدأ بعملية نقعها فيماء البحر حسب توجيهات المنقذين المتواجدين في المكان.

الشاب النجار، لم يكن إلّا أحد مئات المصطافين الذين وقعوا ضحية قناديل البحر، بعد جولات سباحة هربا من الأجواء الحارة.

ويعد ظهور هذا الكائن البحري (قنديل البحر) أمرًا معتادًا على الشواطئ الغزية، غير أن زيادته هذا العام حرمت المصطافين من الاستمتاع بالسباحة لدرجة كبيرة؛ خاصة أن لسعاتها تتسبب في التهاب الجلد وتورُّمه وتترك أثر حروق قد تصل للدرجة الثانية.


null

ورغم ظهور القناديل، وتداول روايات لسعاتها، يصر محمد ورفاقه على النزول للسباحة في البحر؛ قائلا: “ليست مشكلة، وسنتحمل هذه اللسعات؛ لأنه لا يوجد لدينا مكان آخر غير البحر، وغزة صغيرة، والناس تأتي إلى البحر للتخلص من الملل”.

حالة النجار لا تختلف عن حال العشرات بل المئات من المواطنين الذين ينزلون إلى البحر للسباحة من أجل الترويح عن أنفسهم في ظل موجة حر شديدة تضرب البلاد.

وأشبه بعمليات الكر والفر في الحروب يبدأ الشباب بملاحقة قناديل البحر داخل الماء وإخراجها إلى الشاطئ بعد أن يقوموا بتوخي الحيطة والحذر من لسعاتها السامة.


null

وبالقرب من أحد أبراج الإنقاذ يراقب المنقذ محمد اللحام (33 عاما) الأطفال والشبان المتواجدين في الماء خوفا من تعرضهم للسعات القناديل السامة ليبدأ بالتعامل معها حسب خبرته في هذا المجال لأكثر من 12 عاما.

ويصف اللحام لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” شهر يوليو بأنه من أصعب الشهور على المنقذين، حيث تنتشر فيه القناديل بأنواعها وتغزو شواطئ القطاع.

ويعد قنديل البحر حيوانًا رخويًّا هلاميًّا لافقريًّا يصنف ضمن شعبة الاسفنجيات اللاسعات، يتغذى على بيض ويرقات الأسماك التي يهضمها في أمعائه حيث إنه لا معدة له.

ويؤكد اللحام أن المنقذين يقدمون الرعاية المناسبة للمصطافين من خلال متابعتهم أثناء السباحة وأثناء تعرضهم للمخاطر، داعياً المواطنين لعدم الاقتراب من القناديل لأن فاعلية سمها يبقى حتى بعد موتها.


null

وأوضح اللحام أن جسم القنديل يحتوي على نسبة عالية من الماء تصل إلى 95 %، ويتحرك بانقباض جسمه ثم فرده، يساعده في ذلك أطرافه الطويلة المسماة باللوامس؛ ويتراوح حجمه في العادة ما بين عدة سنتيمترات إلى 4 أمتار وهي معروفة بلسعاتها، حيث تختلف قوة لسعاتها على حسب عدد الخلايا اللاسعة التى تخترق جلد الإنسان.

وتوجد أنواع قاتلة من القناديل، مثل: قنديل البحر المصندق، وقنديل عرف الأسد، وتتواجد في كل محيطات العالم بالإضافة إلى بعض البحيرات والمستنقعات المائية.


null

ويؤكد الأطباء المختصون أن الطريقة المثلى في علاج آثار القرصات هي بإزالة المادة التي أفرزها القنديل على جسم المواطن بطريقة آمنة، ومن ثم وضع مادة تمنع استمرار تفاعل المادة الكيميائية على الجسم.

وينصح المختصون باستخدام بعض المواد المنزلية للحد من آثار وآلام اللسعات، مثل: السكر والخل والعصائر النباتية وبيكاربونات الصوديوم، مؤكدين أن هذه المواد تساعد على تخفيف الآلام وتلافي التشوهات التي قد تنتج عن اللسعات.

وأشاروا إلى أن الإنسان يستمر شعوره بآثار اللسعات لمدة تتراوح ما بين 20 إلى 40 دقيقة في حال تأخر المساعدة الطبية السريعة.


null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات