الإثنين 24/يونيو/2024

اعتقالات الضفة.. الباب الدوار في خدمة التنسيق الأمني

اعتقالات الضفة.. الباب الدوار في خدمة التنسيق الأمني

لا تزال السلطة متمسكة بسياستها الأمنية وممارسة التنسيق الأمني بمستوياته كافة مع الاحتلال الذي يعود بالنفع الكبير على الاحتلال من جهة وبالضرر الأكبر على الشعب الفلسطيني ومقاومته من جهة أخرى.

فقبل أيام قليلة حدثت مشادة كلامية بين رئيس السلطة محمود عباس وعضو اللجنة المركزية النائب عن الجبهة الشعبية خالدة جرار، بسبب الإجراءات الأخيرة التي اتخذها عباس ضد قطاع غزة.

ووفق المصادر التي نقلت تفاصيل المشادة التي حدثت بينهما؛ فإنّ جرار طالبت عباس بوقف التنسيق الأمني، فكان رده “جكر فيكي مستمرين في التنسيق الأمني”، وليس مصادفة أنّ تعتقل قوات الاحتلال الصهيونية النائب جرار وعددًا من كوادر الجبهة الشعبية بعد أيامٍ قليلة على تلك الحادثة.

تنسيق وإسكات الصوت
رباح مهنا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، علّق على اعتقال جرار ورفيقاتها ورفاقها بتساؤل طرحه عبر صفحته على “فيسبوك”: “هل جاء اعتقال جرار ورفاقها نتيجة للتنسيق الأمني البغيض؟!”.

وأضاف: “هذا الاعتقال يهدف هذه المرة إلى إسكات كل الأصوات الحقيقية المعارضة لصفقة الصهيوني ترمب، والتي تهدف إلى أن تكون كانتونات في الضفة مرتبطة بالأردن وتأكيد فصل قطاع غزة عن الضفة لتشكيل كيان فلسطيني ما”.

ومضى يقول: “إذا كان كذلك أقول خسئ المُخطِّط والمُخطَّط وأعوانه الفلسطينيون والعرب، وحقوقنا الثابتة لن ينهيها اعتقال مجموعة من الفلسطينيين الثوريين؛ لأن شعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربية لن تقبل بهذا المُخطط، وستستمر الثورة والنضال حتى تتحقق أهدافنا في العودة وتقرير المصير”.

مرحلة خطيرة
الكاتب الصحفي حسام الدجني، أكّد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ القضية الفلسطينية تعيش مرحلة خطيرة جداً تمر بالمشروع الوطني ككل، مشدداً أنّ من أهم متطلباتها تفريغ الساحة الفلسطينية من الوطنيين ومن أصحاب الهمم والصوت العالي الجريء الوطني.

ويشير الدجني إلى أنّ حملة استهدافات واعتقالات تستهدف كل الأصوات الجريئة الآن طالت جرار ورفاقها، وقناة الجزيرة، ومواقع المقاومة التي تمثلت بحجبها بالضفة الغربية.

وطالب الكاتب الفلسطيني بضرورة التوحد والاصطفاف لتشكيل صف وطني يكون من الصعب اختراقه؛ لمواجهة تلك التحديات التي يقودها ترمب ومعه أطراف من النظام الإقليمي العربي، والذي يصب بالدرجة الأولى في خدمة أمن “إسرائيل”.

دور السلطة
“اعتقال النائب جرار يأتي بعد مشاداتها مع رئيس السلطة محمود عباس في الاجتماعات الرسمية، فنحن أمام احتمالين؛ إما لعبة احتلال لتعزيز الفجوة واللعب على المتناقضات، أو أنّ هناك تنسيقا أمنيا مع الاحتلال وطلب ليرتاحوا من الثائرة الجريئة التي لا تخشى الهيلمان الكاذب، وترفع صوتها القوي في وجه رئيس عجوز يضيق صدرا بكل معارض”، هذا ما ذهب إليه الكاتب إبراهيم المدهون.

ويؤكد المدهون في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ اعتقال النواب سياسة “إسرائيلية”، وهي تخدم توجهات عباس بتعطيل المجلس التشريعي واعتقال النواب الجريئين الذين لهم دور سياسي.

وتساءل الكاتب السياسي، عن دور السلطة والرئيس في منع مثل هذه الاعتقالات، مضيفاً: “للأسف نجد صمتاً لدى السلطة، ولا تتحرك بشكل جدي لوقف مثل هذه الاعتقالات وحتى للنواب، كما أنها لا تقوم بدورها بالمؤسسات الدولية لتشكيل دور ضاغط ورأي عام، وهناك تعزز فكرة أن السلطة راضية وقابلة لمثل التي تجفف صوت كل معارض، أم أنها هي من نسق ودعم مثل هذه الاعتقالات”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات