الخميس 08/مايو/2025

حوادث السير بالضفة تزرع الموت وتسلب فرحة العيد

حوادث السير بالضفة تزرع الموت وتسلب فرحة العيد

فجعت فلسطين في ثالث أيام عيد الفطر بواحد من أسوأ حوادث السير التي شهدتها طرق الضفة المحتلة منذ شهور طويلة، فحلّ الحزن والألم محل الفرح بالعيد.

الحادث الذي وقع على الطريق بين مدينتي نابلس ورام الله، راح ضحيته أم وأطفالها الخمسة وسائق المركبة العمومية التي أقلّتهم، وفي ثوانٍ معدودات تحولت حياة ذويهم إلى ألم ولوعة فراق.

وترك هذا الحادث أثره البالغ في نفوس المواطنين، وانتابتهم حالة من الحزن والغضب في آن واحد، بعد أن هالتهم الصور المنقولة من موقع الحادث، مطالبين بوضع حد لمثل هذه الحوادث.

عائلة دبش في صور باهر قضاء القدس المحتلة، والتي فقدت ستة من أبنائها بهذا الحادث حملت المسؤولية الكاملة للسلطة ممثلة برئيسها وصولاً إلى أصغر كادر في شرطة المرور، وذلك بسبب الاستهتار في الطرق العامة والسريعة في الضفة.

وطالبت العائلة في بيان عقب الحادث بفحص قدرات سائقي العمومي، والتعامل معهم بصرامة ضمن القوانين الجزائية المتاحة دولياً ومحلياً، وتدعيم الرقابة الفورية، والمستمرة على سلامة حيازتهم لرخص القيادة القانونية الملائمة لقيادة مركبات عمومية تحمل أرواح مسافرين.

ولم تُعفِ العائلة المفجوعة سلطات الاحتلال ووزارة مواصلاتها من المسؤولية الكاملة، سيما وأن هذا الشارع بحاجة ماسة إلى مسلكين لكل اتجاه.

حوادث قاتلة
ويتوج هذا الحادث سلسلة من الحوادث المرورية القاتلة منذ بداية رمضان، زادت عن الألف حادث، وراح ضحيتها 19 مواطنا فلسطينيا، وفقا للناطق الإعلامي باسم الشرطة المقدم لؤي ارزيقات.

وذكر ارزيقات، في بيانٍ، أن الحوادث المرورية حصدت في رمضان وحده أرواح 11 مواطنا، وأصيب فيها قرابة 770 مواطنا، بينهم 68 إصابة خطرة.

وعزا الارتفاع في الحوادث المرورية إلى عدم التزام السائقين بقوانين السير خصوصا في الطرق الخارجية، حيث تقع معظم الحوادث القاتلة، إذ سجل منذ بداية العام 51 حالة وفاة بسبب الحوادث، 34 منها في الطرق الخارجية.

وبين أن الملاحظات الأولية في الحادث الأخير، تظهر أن هناك تجاوزا خطرا في منطقة لا يجوز فيها التجاوز، وسرعة كبيرة أدت إلى اصطدام المركبة العمومية بحافلة “إسرائيلية”.

تهور وغياب للرقابة
وينحو كثير من المواطنين باللائمة على سائقي المركبات العمومية، خاصة الحافلات الصفراء الصغيرة المعروفة شعبيا باسم (الشتل)، والتي يطلق عليها البعض اسم “التوابيت الصفراء” للدلالة على خطورتها.

ويشير مواطنون في حديث لمراسلنا إلى أن سائقي هذه الحافلات تغريهم قدرة حافلاتهم على قطع المسافات بسرعة كبيرة، فيغامرون بأرواحهم وأرواح من يقلّونهم، كسبا للوقت الذي يعني لهؤلاء مزيدا من الربح.

وتداول عدد من النشطاء مقاطع فيديو التقطت على الطرق الخارجية في الضفة، تبين مدى الاستهتار لدى بعض سائقي تلك الحافلات.

وفي أحد المقاطع تظهر حافلة صفراء تقطع الخط المتواصل لتتجاوز المركبات التي أمامها، وتسير في الاتجاه المعاكس، قبل أن تعود إلى الاتجاه الصحيح مرة أخرى.

وفي مقطع آخر، تظهر حافلة صفراء وهي تسير بشكل معاكس في طريق باتجاه واحد.

لكن هذا لم يمنع الكثير من الناشطين والمعلقين من توجيه سهام النقد إلى وزارة المواصلات، بسبب عجزها عن وضع المعايير والأنظمة المناسبة للحد من تكرار هذه الحوادث.

ويقول الناشط والإعلامي سامر خويرة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: إن مثل هذا الحادث لو وقع في دولة تحترم نفسها لاستقال وزير المواصلات، فأرواح الناس ليست رخيصة.

ويرى خويرة أن هناك الكثير من الحلول القابلة للتطبيق، وأن الأمر يتطلب إجراءات خلاّقة وحازمة، وتعديل الأنظمة الفاشلة.

ويضيف: “يجب أن يشعر السائق أنه مراقب 24 ساعة، وأن مهنته مهددة في حال تكررت أخطاؤه، وذلك بسحب رخصته ومنعه من السياقة مدى الحياة، وتغريمه بمبالغ باهظة، وقد تصل العقوبة للسجن أيضا”.

ويؤكد أن شعور السائقين بانعدام الرقابة، بالإضافة لأداء شرطة المرور الهزيل، هما سبب رئيس للموت على الطرق.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات