السلطة تعاقب غزة .. استشهاد رضيع بعد حرمانه التحويلة الطبية

استشهد طفل رضيع بغزة، اليوم الاثنين؛ بعدما حرمته السلطة بالضفة، التحويل للعلاج في الخارج، فيما أطلقت وزارة الصحة بغزة، نداء استغاثة عاجلا، من أجل تحويل العديد من الأطفال حديثي الولادة للعلاج في الخارج، محذرة من وقوع المزيد من الوفيات.

وأكد الناطق باسم وزارة الصحة بغزة، أشرف القدرة، استشهاد الطفل الرضيع مصعب بلال العرعير، بعدما حرمته السلطة من التحويل للعلاج في الخارج، مشيرا إلى أنه منذ ستة أيام رفع الفريق الطبي طلب تحويلة عاجلة للرضيع الذي يعاني من مرض قلب، ولم ترد رام الله على الطلب.

أسبوع من المعاناة بلا مجيب
بدوره قال رئيس قسم الحضانة في مجمع الشفاء الطبي بغزة، علام أبو حمدة: إن الطفل العرعير كان يعاني من مشاكل خلقية منذ ولادته تحتاج لتدخل سريع وعاجل.

وأوضح أبو حمدة في تصريح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن الرضيع العرعير منذ ولادته حتى اليوم الـ7 وهو يعاني من مشاكل خلقية في القلب من ناحية الشكل والمكان”، مشددا أن هذه المشاكل الخلقية كانت بحاجة لتدخل سريع جداً للعلاج، لذلك أرسلت وزارة الصحة بغزة كتابا خطيا بشكل عاجل “نموذج رقم1” لدائرة العلاج بالخارج يوضح الخطورة الصحية للطفل وضرورة تحويله للعلاج إلى الأراضي المحتلة.

ووفق ما يقول أبو حمدة؛ فإن قسم الحضانة لم يتلقَّ أي رد منذ إرسال الكتاب العاجل، قبل أسبوع، ما أدى لوفاة الطفل ظهر اليوم.

ووجه الدكتور أبو حمدة رسالة إنسانية للمنظمات الحقوقية والطبية للتدخل بضرورة إنقاذ حياة العديد من المواليد الذين يحتاجون لعلاج فور ولادتهم.

وبيّن رئيس قسم الحضانة بمستشفى الشفاء بغزة وجود حالة أخرى تشبه حالة الرضيع العرعير تعاني من تشوهات في القفص الصدري.

وأكد أبو حمدة أن الطفل من عائلة غبن، وهو بحاجة إلى تحويلة سريعة وبشكل عاجل للعلاج في الخارج.

وقال: “إذا لم تحول الحالة القادمة فمن المتوقع وفاة المولود خلال الدقائق أو الساعات القادمة”، موضحا أن حالته الصحية شخصت على أنها خطيرة جداً، وبحاجة لتلقي العلاج السريع في الداخل المحتل.

ووفق وزارة الصحة؛ فقد تسببت سياسة السلطة في وفاة 9 مرضى بينهم 3 أطفال حتى الآن، منذ مطلع العام الجاري.

نداء استغاثة
وأطلقت وزارة الصحة، نداءً عاجلًا، وجهته للمؤسسات الحقوقية والجهات المختلفة، من أجل الضغط على السلطة لتأمين التحويلات الطبية.

وقال القدرة: إن العديد من الأطفال حديثي الولادة يعانون تشوهات خلقية، وبحاجة فورية للتحويل للخارج للتدخل الجراحي العاجل، محذرًا بأن الأمر يتوقف على ساعات أو يكون الموت مصيرهم، ليلحقوا بالرضيع الشهيد.

وأكد أنه يوجد طفل آخر رفع طلب تحويلة له في اليوم نفسه، وللأسف أيضا لم يرَد عليها حتى اللحظة، لافتًا إلى أن الطفل يرقد في حضانة مجمع الشفاء الطبي وحالته تزاد سوءاً، ولربما يلحق بمصعب خلال الساعات القادمة.

وقال: “من سيتحمل مسؤولية هؤلاء يا بشر؟ إلى متى سيبقى صمتكم الذي يتحول إلى (صمت القبور) على سرقة أرواح المرضى؟ إلى متى ستصبر الأمهات على عذابات الألم والحسرة على فراق فلذات أكبادهن كل لحظة؟”.

السلطة توقف التحويلات
وجاء نداء الاستغاثة من وزارة الصحة، في وقت كشفت فيه صحيفة “هآرتس” العبرية، اليوم الاثنين، أن السلطة في الضفة، أعطت تعليمات لوزارة الصحة التابعة لها بوقف جميع التحويلات المرضية من قطاع غزة إلى الخارج.

وقالت الصحيفة العبرية: إن رئيس السلطة محمود عباس، هو من أعطى هذا القرار، ضمن محاربته حركة حماس بغزة، لافتة إلى أن القرار يشمل منع التحويلات الطبية إلى “إسرائيل” والأردن.

وأفادت -نقلًا عن منظمات صحية وإنسانية فلسطينية- بأن وزارة الصحة بالضفة أوقفت أكثر من 3500 حالة مرضية كان من المفترض أن تسافر لتلقي العلاج بالخارج، تحديدًا في المشافي “الإسرائيلية”.

وترفض وزارة الصحة في رام الله منذ أكثر من شهرين إرسال حصة قطاع غزة من الأدوية التي تصل إلى مخازنها من الدول المانحة لاسيما أدوية مرضى السرطان وبعض الأمراض الخطيرة ومرتفعة الثمن.

وفي تصريحات سابقة، أكد الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، بأنه منذ مطلع نيسان/ أبريل 2017 أوقفت الصحة في رام الله توريد الأدوية لغزة، وتعمدت تأخير التحويلات للخارج.