الأربعاء 07/مايو/2025

لا تكتمل أعيادنا إلا بكِ يا قدس

رضوان الأخرس

الكثير من المسلمين حول العالم يشتاقون، بل يتلهفون لتقبيل أيدي أمهاتهم ورؤوس آبائهم، واحتضان أهليهم وأبنائهم، واللقاء بأحبتهم وأقاربهم في هذا العيد وأعيادٍ عديدة مضت، لكنّ الظلم والظالمين حالوا بينهم وبين ذلك، كما هو حال الأسرى المسجونين في سجون الظلم.. سجون الاحتلال، وكما هو حال اللاجئين المشردين أو المطاردين أو المغتربين، الذين أغلقت في وجوههم الحدود والمعابر بسبب الحصار أو التقاطع.

وليت الأمور تقف عند هذا الحد، إلا أن واقع غزة بعد تضييق الخناق عليها، وخصم وقطع رواتب موظفيها، وتشديد الحصار المالي بإيقاف عمل بعض المؤسسات الإغاثية التي ترعى الفقراء والمساكين في القطاع، مثل إغلاق مكتب منظمة التعاون الإسلامي، وتعثر مشاريع البنك الإسلامي للتنمية وغيرها من الأمور الأخرى فاقمت الأوضاع الإنسانية في القطاع، وتسببت بكساد كبير في الأسواق.

إلا أن هذا كله لم يمنع الناس من التعبد لله بالفرح؛ فها هي مساجد غزة -حيث أعيش- قد صدحت بتكبيرات العيد، وأهلها يتبادلون التهاني بالبشاشة والابتسامات، وإننا نستذكر ما سبق ليس لتقليب المواجع، لأن هذا مخالف لمراد الله من هذا اليوم يوم الفرحة، لكن، لنشعر هؤلاء المعذبين والمحرومين أن هناك من يذكرهم، وأنه وإن غفلت ألسنتنا عن الحديث معهم أحيانًا فقلوبنا تشعر بهم ولا تنساهم، فلعل هذه الذكرى تزيد من فرحتهم وتؤنس قلوبهم.

وهذا الحال كله ما هو إلا نتيجة لاستمرار الظلم والاحتلال في أرضنا، لذلك، لن تكتمل أعيادنا ولا أفراحنا إلا بتحرير القدس والمسجد الأقصى، وعلينا أن نجعل مثل هذه العبارات ثقافةً ترافق كل مناسباتنا حتى التحرير والخلاص، فاليهود الصهاينة رغم أنهم على باطل لا يتورعون عن قول: لا تكتمل أفراحنا إلا بك يا جبل الهيكل.

ويقصدون بهذه العبارة المشؤومة أنه لن تكتمل أفراحهم إلا بهدم المسجد الأقصى، وإقامة هيكلهم المزعوم فوق حطامه، وبإذن الله لن يكون لهم ذلك، لكن ما بالنا ونحن أصحاب الحق نخجل من حقنا، بينما أهل الباطل يتبجحون بباطلهم!.

المصدر: صحيفة العرب القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...