الجمعة 09/مايو/2025

أطفال الأسير محمود شبانة.. يتوقون إلى عيد مع بابا

أطفال الأسير محمود شبانة.. يتوقون إلى عيد مع بابا

عندما يتمنى أطفال بعيد الفطر أن يكون والدهم بينهم، فاعلم أن الأمر جلل، وأن هؤلاء يتوقون إلى يد حانية، فالطفل “حسام الدين” لا يكف عن سؤال والدته، متى سيأتي أبي؟ تصمت الأم في حضرة الدموع.. تحتضن  أبناءها، فيما السؤال يتكرر يوميا دون إجابة.

“صحبة والدهم لشراء ملابس العيد”، تلكم هي أمنية الأطفال (حمدي وحسام الدين وعمر)، أبناء الأسير محمود شبانة، الذي أمضى في سجون الاحتلال نحو (23 عاما)، قضى منها نحو (17عاما) في الاعتقال الإداري.
    
بكر الأسير شبانة، الطفل حمدي، يرفض أن تشتري له أمه ملابس العيد، ويقول لها: “أنا فقط يشتري لي بابا ملابس العيد والألعاب”، ويصمت برهة، ويتابع: “لكن وجوده في السجن حرمني من ذلك، في رمضان دعوت لبابا أن يخرج من السجن، وإن شاء الله يخرج، وأنا بستناه”.
   
وبلغة الأطفال، يتحدث صاحب (12عاما): “بابا أسير مجاهد بطل، واحنا بنحييه وبنقله الله معك، ولا على بالك، احنا بخير، وكل عام وأنت بخير يا بابا، وإن شاء الله بتكون عندنا في العيد القادم”.
   
الزواج الشائك
تصف أمل أبو هيكل (أم حمدي)، زوجة الأسير شبانة، قصة الفراق والشتات التي تعيشها الأسرة، وعلى وجه الخصوص الأبناء الثلاثة، “لقد حرموا عيديات والدهم، وشراء الألعاب لهم في العيد”.

وعن مأساة العائلة تقول “أم حمدي”: “لم نتمتع منذ زواجنا بالحياة الأسرية، بسبب الاعتقالات المتكررة، وأبنائي لم يعرفوا والدهم عن قرب، فابني البكر حمدي (12عاما)، اعتقل والده، بينما كان عمره شهرين، ولم يتمتع بالعيش معه إلا لسنتين فقط، وكذا الحال مع ابني حسام الدين (9 سنوات)، الذي اعتقل والده وهو ابن ثلاثة شهور، أما ابني عمر، فقد أقبل على الدنيا ووالده معتقل في زنازين تحقيق عسقلان، ويبلغ اليوم أربع سنوات، ويكاد لا يعرف والده”.

والأسير محمود شبانة “أبو حمدي” (45 عاما)، رجل يحفظ القرآن كاملا، أحد أبرز الأسرى الفلسطينيين، فهو قيادي في الحركة الأسيرة، قاد إضراب الأسرى الإداريين عام 2015م، (استمر 64 يوما)، وفاوض إدارة مصلحة السجون الصهيونية، حصل على البكالوريوس في اللغة العبرية من الجامعة العبرية، وهو في السجن. 

فرحة لم تكتمل
وتسرد  أم حمدي رحلة زواجها، مع رفيق دربها الأسير شبانة، فتقول: “عندما حضر محمود لمنزل والدي لخطبتي، أبلغني تفاصيل حياته واعتقالاته،  فقلت له زواجي منك: “عزة وفخار”، وكنت أحدث نفسي: “هو حافظ للقرآن، ومجاهد ضحى من أجل شعبه، وأنا جاهزة لتحمل المشاق معه، وأن أكون شريكة له في هذه الرحلة”.

وبعد خطبتنا بـ28 يوما، اعتقل زوجي ودخل مسلسل الاعتقال الإداري الذي استمر خمسة عشر عاما، وخلال اعتقاله حول للعزل الانفرادي، ولم أتمكن من الحديث معه إلا بعد ثلاث سنوات، عشت خلالها فراقا قاسيا، ومن ثم تزوجنا عام 2005م، ولكن الفرحة لم تكتمل فاعتقل زوجي عام 2006م، وحول إلى الاعتقال الإداري، ليقضي فيه ثلاث سنوات أخرى، ليعود من جديد في العام 2010، ولمدة عام ونصف، وليعود إلى التحقيق عام 2013م ومن ثم الإداري عام 2014م ولمدة سنتين.

“لقد تذوقنا خلال هذه السنوات مرارة العيش والحرمان من الحياة المستقرة الهانئة، وخاصة أننا منعنا من زيارته كثيرا، تحت حجج أمنية، والحمد لله على كل الأحوال، تقول أم حمدي، وتتابع: “وفي (13/7/2016) أعيد اختطافه من بيته ليعود إلى الاعتقال الإداري من جديد، ولا زال فيه حتى اليوم، وأطفالي يسألونني هل سيخرج بابا على العيد، وأنا أصبرهم وأقول لهم إن شاء الله،  فيسألني حسام الدين: متى سيأتي (إن شاء الله)؟؟ عندها توقفت عن الإجابة!”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد مقاوم باستهداف الاحتلال في نابلس

استشهاد مقاوم باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاوم بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين كاكوب...

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك وباحاته، وسط تشديدات وإجراءات مكثفة فرضتها...

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز معلومات فلسطين "معطي" استشهاد 1000 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر...