السبت 29/يونيو/2024

إزالة ميدان الشهيد نزال بجنين .. قرار السلطة المرهون لإسرائيل

إزالة ميدان الشهيد نزال بجنين .. قرار السلطة المرهون لإسرائيل

لم تكن إزالة نصب الشهيد خالد نزال في جنين شمال الضفة الغربية ليل الجمعة (23-6-2017) حدثا استثنائيا في ظل تكرار أحداث مشابهة تشير إلى منهج صهيوني في صهر الوعي الوطني تجاه الرموز الوطنية.

وكانت بلدية ومحافظة جنين وبقرار رسمي من السلطة الفلسطينية، أزالت ليلا نصب الشهيد خالد نزال والذي أقيم قبل أيام على مدخل جنين الغربي استجابة لضغوط صهيونية عدّت ذلك نوعا من التحريض على الإرهاب.

وكان يمكن للحدث أن يمر مرور الكرام لولا الحملة الكبيرة التي أطلقها نشطاء في جنين على هذا السلوك الذي عدّوه مهينا وخيانة لدماء الشهداء ما جعل قيادات وفصائل تبادر لإعادة النصب بعد 24 ساعة على إزالته.

وكان انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وسم (#خالد_نزال_فدائي_مش_إرهابي، بلدية جنين تخون دماء الشهداء، #سنعيد_بناء_الميدان).

وأكد القيادي في الجبهة الديمقراطية في جنين أحمد ياسين لمراسلنا أن ما جرى من إزالة للميدان هو رضوخ غير مبرر، مشيرا إلى أن إزالة النصب بعد أسبوع على افتتاحه، كان خطوة جديدة في التساوق مع روايات الاحتلال، وخضوع للإرادة الصهيونية المتمثلة بإنهاء القضية الفلسطينية، وتشويه نضالات وتضحيات القادة العظماء”.

وشكر ياسين كل من وقف بوجه القرار وساهم بإعادة النصب، مؤكدا أن إزالة النصب شكلت خطوة غير مسبوقة وطعنة في الظهر لتضحيات الشهداء.

وبدوره استهجن أستاذ القانون الدكتور أحمد أبو زينة هذا الانحدار وقال “بعد قطع رواتب جزء من الأسرى المحررين، وطلب إزالة اسم الشهيدة دلال المغربي عن مركز نسوي، وهدم نصب الشهيد خالد نزال، قد يأتي يوم تطلب فيه إسرائيل من مدارسنا أن تفتتح الأيام الدراسية بالنشيد الوطني الإسرائيلي (هتكفا!!)”.

أحداث مرت بصمت
وبدورها لم تكن حادثة إزالة نصب الشهيد نزال الأولى في جنين، ولكنها كانت الأكثر صخبا ما استدعى ردة فعل شعبية باتجاه إعادة النصب.

وبحسب مصادر لمراسلنا فإن سلطات الاحتلال سبق واحتجت قبل أشهر على خارطة فلسطين في نصب الشهيد أمام مقر محافظة جنين، والذي افتتح العام الماضي، وطالبت بتغييرها وهو ما تم بالفعل.

وكانت خارطة فلسطين لدى افتتاح النصب تضم إشارات لمواقع مدن فلسطين التاريخية مثل حيفا ويافا.

وأشارت المصادر إلى أن قائد جيش الاحتلال في جنين وجه رسالة للسلطة بأن هذه مدن إسرائيلية ويجب تغيير الخارطة، ما حدا بالسلطة إلى إعادة طلاء الخارطة وإزالة إشارات المدن، ووضع صورة الرئيس الراحل ياسر عرفات على الخارطة، حيث مرت الحادثة بهدوء ودون إثارتها من أحد.

جنين تحمي رموز الشهداء
وتمتاز مدينة جنين بأنها تحمل أسماء الشهداء في تسمية الطرق والدوارات الرئيسية فيها، وهي عادة بدأت منذ تسعينات القرن الماضي حين كانت المدينة تشهد توافقا وطنيا عدّ مثالا للوحدة حينها، وكانت أهمية التوجه حينها في أهمية أن يصبغ وعي الناس بالرموز الوطنية.

فدوار الشهيد يحيى عياش، ودوار أبو علي مصطفى، وساحة الشهيد ياسر عرفات وغيرها من الأسماء تعدّ معالم بارزة في جنين.

كما تجدر الإشارة إلى أن دوار الداخلية والذي يبعد نحو 100 متر عن دوار الشهيد نزال، اتخذ قرارا منذ عام 2004 بتسميته بدوار الشهيد أحمد ياسين، ولكن بلدية جنين وبضغط من السلطة تماطل في تنفيذ القرار بعد الانقسام.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات