الإثنين 05/مايو/2025

كعك العيد.. عندما يفرح أهالي الأسرى بمرارة

كعك العيد.. عندما يفرح أهالي الأسرى بمرارة

يحاول أهالي الأسرى “اختلاس” برهة من فرح مع حلول عيد الفطر المبارك، والتغلب على ألم وهموم البعد والفراق، بإدخال السعادة على منازلهم بصناعة كعك العيد.. فقدر الشعب الفلسطيني أن يعيش الفرحة ممزوجة بالدموع، وأن يستقبل المهنئين بالعيد، بالدعوة لفكاك أبنائهم الأسرى. 

وتعدّ صناعة كعك العيد من التقليد الشعبي في فلسطين، وبالرغم من المعاناة والقهر، تعكف عائلات الأسرى على صناعته، لاسيما الكعك والمعمول، ليضفوا مزيدًا من أجواء الفرحة والبهجة على صغارهم.
موروث شعبي
“له رمزية خاصة، فهو مرورث شعبي تقليدي؛ وهو ما كنا نهديه لأسرانا سابقا عندما كان يسمح الاحتلال بدخوله للسجن، وتجهيز كعك العيد يبهجنا نوعا ما، حتى ولو كان منقوصا بفعل غياب الأحبة خلف القضبان”، تقول والدة الأسير تامر عبد الله، لمراسلنا، وتضيف: “صناعة كعك العيد تجلب السعادة، وإن كانت منقوصة وينغصها الاحتلال”. 

وتتابع: “في السابق كانت إدارة السجون تسمح بإدخال الحلويات للأسرى في العيد، إلا أنه في السنوات الأخيرة ترفض ذلك بحجج أمنية واهية”.

تنغيص متعمد
وتتعمد ما يسمى بمصلحة السجون التنغيص على الأسرى فرحتهم عند قدوم عيد الفطر، بحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين؛ “بفرض عقوبات على جميع الأسرى في السجون كافة، كمنعهم من شراء الحلويات للعيد”.

وتؤكد  سجود رواجبة من رام  الله، والدة الأسير عامر رواجبة، أنه لا بديل عن  صناعة الكعك المنزلي بمناسبة العيد، وترى أن الكعك المصنّع في المنزل أفضل من محلات الحلويات؛ مضيفة: “يصنع الكعك برويّة، بصحبة الجارات والبنات، وسط الأحاديث الشائقة والدعاء بالإفراج عن  ابني وجميع الأسرى الأبطال”.

بدوره يرى العامل محمود أبو زينة من نابلس، أن فرحة العيد هي في الغالب من نصيب الأطفال، ومن حقهم أن يفرحوا ويعيشوا طفولتهم، ويضيف: “نصنع لهم كعك العيد، ونعيدهم؛ كي لا يشعروا بالحزن لفقدان آبائهم خلف القضبان، وهو ما يخفف عنهم ولو شيئا بسيطا، وندعو الله أن يدخل علينا الفرحة الكبرى بفضل كتائب القسام بعيد كبير وبهيج، التي وعدت أنها ستفرج عن الأسرى في صفقة مشرفة على غرار صفقة وفاء الأحرار”.

فيما يرى الطفل أحمد، نجل الأسير كمال سليمان، من رام الله، والراسف في سجن عوفر قرب رام الله، أن متعة العيد بالعيديات ومساعدة والدته بإعداد الكعك، لكنه يصمت قليلا، وكأنه تذكر شيئا: “كنت أتمنى لو كان والدي معنا في العيد، ولكنه في الأسر دفاعا عن كرامتنا وحريتنا، والسجن لا يغلق على أحد مهما طال الغياب”. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات