الجمعة 09/مايو/2025

على أعتاب العيد.. أسواق غزة ميتة

على أعتاب العيد.. أسواق غزة ميتة

يستقبل أهالي قطاع غزة عيد الفطر المبارك هذا العام، وهم يرسفون تحت الحصار للعام الـ11، إلا أن ما يميز هذا العام اشتداد حلقات الحصار، وتعمق الأزمات الحياتية إثر إجراءات رئيس السلطة محمود عباس التي وصفها بـ”غير المسبوقة” ضد القطاع المحاصر.

وبحسب خبراء؛ فإنّ أكثر من 50% من أهالي قطاع غزة باتوا يعيشون تحت خط الفقر بسبب الحصار المشدد المتواصل منذ 11 عامًا، فيما زادت إجراءات رئيس السلطة محمود عباس الأخيرة من حدة الحصار ليطال فئات جديدة، كان أبرزَها الموظفون والأسرى والمحررون.

أسواق ميتة
“أسواق ميتة”.. هكذا وصف التاجر تامر بدران (35 عاماً) حالة الأسواق مع قرب حلول عيد الفطر المبارك، ويؤكد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الناس تأتي للأسواق ليس من أجل الشراء بل من أجل المشاهدة.

ويقول بدران: “التجار يصرخون من داخلهم بسبب بضائعهم المكدسة والتي لا تجد من يشتريها؛ لأنّ الناس ليس معها مال كما الحال في الأعوام السابقة”، مبيناً أنّ الحالة الشرائية انخفضت أكثر من 70% عن الأعوام السابقة.

المواطنة عفاف حلمي، كانت تحمل بعض الأغراض التي اشترتها من السوق، أكّدت لمراسلنا، أنّها لا تنوي هذا العام شراء ملابس العيد لأطفالها الثلاثة، وذلك لأنّ زوجها الموظف لم يعد يتلقى راتبه كما الحال في الأعوام السابقة.

وساندتها في قرارها المواطنة أم خالد، التي كانت تسمع حوارنا معها لتقول: “هو مين معاه يشتري هلقيت، قطعوا الرواتب، وقطعوا المعونات والمساعدات”.

واتخذ رئيس السلطة محمود عباس في شهر إبريل الماضي قراراً بالخصم من وراتب موظفي السلطة العاملين في قطاع غزة بنسب تتفاوت بين 30 – 50%؛ ما أثّر بشدة على الأوضاع المعيشية للموظفين سيما أنّ أكثر من 50% منهم لديهم قروض ومعاملات بنكية.

بطالة فوقها بطالة
الشاب بهاء يونس (30 عاماً) تخرج بدرجة امتياز في قسم اللغة العربية العام الماضي، لم يجد له عملا سوى بيع الأحزمة الرجالية “القشاطات” في أحد أسواق غزة مع حلول عيد الفطر.

ويقول: “أنا راضي أبيع أي شيء المهم ألاقي لقمة عيشي بالحلال، ولكن حتى للأسف ما في ناس تشتري. الناس وضعها كرب وحالها مبكٍ، وما بيدها حيلة والله المستعان”.

وبحسب الإحصائيات الأخيرة؛ فقد ارتفعت نسبة البطالة في قطاع غزة لتتجاوز 42%، فيما لا يجد أكثر من مليون فلسطيني بغزة فرصة عمل في ظل تردٍّ كبير في الأوضاع الاقتصادية والتجارية؛ ما أثر على الحياة الاجتماعية.


null

سد منيع

المحلل الاقتصادي لؤي رجب، أكّد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ غزة تستقبل عيد الفطر بأزمات عديدة متراكبة أبرزها استمرار الحصار ومجزرة الرواتب وتردي الأوضاع الاقتصادية.

وقال رجب: “يضاف هذا إلى المشاكل المتفاقمة أصلاً في غزة كالبطالة والفقر وتوقف عجلة الإنتاج في المصانع، ولعل أبرزها الكمّ الهائل من المواطنين الذين يعانون الفقر، فالحصار والرواتب المتأخرة يقفان سدًّا منيعًا أمام المواطن الغزّي كي يعيش فرحة العيد”.

وأوضح رجب أنّ مجزرة الرواتب الأخيرة التي نفذتها السلطة بحق موظفيها في غزة أدت إلى إعاقة حركة التجارة، وأضعفت القوة الشرائية الضعيفة أصلاً، مؤكّداً أنّ تقليص الرواتب تسبب بتكدس البضائع وخسارة كبيرة لدى التجار.

وأكّد المحلل الاقتصادي، أنّ معظم أهالي قطاع غزة باتوا يعيشون على المساعدات، لافتاً إلى أنّ غزة تعيش الآن أسوأ فترات الحصار.


null

null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات