الأحد 11/مايو/2025

حراس الأقصى.. العيون الساهرة على أولى القبلتين

حراس الأقصى.. العيون الساهرة على أولى القبلتين

يتعرض حراس المسجد الأقصى المبارك لاعتداءات من قوات الاحتلال الصهيوني لا لشيء سوى قيامهم بواجبهم في حماية الأقصى والدفاع عنه.

مواقف الحراس البطولية، دفعت الاحتلال للتعرض لهم في الآونة الأخيرة عبر حملة مركزة شملت اعتقالات وإبعاد عن المسجد لفترات مختلفة.

عبادة وعقيدة

يقول الحارس مراد الدجاني (62 عامًا): “إن حراسة المسجد الأقصى عبادة وعقيدة قبل أن تكون مهنة، فهي في بقعة مقدسة، والحارس في مقدمة الجبهة في الدفاع عن المسجد الأقصى، وأنا ابن المسجد إذ إنني أسكن قرب سوق القطانين، فمهنتي على مدار الساعة حمايته كوني أسكن بملاصقة الأقصى”.

ويضيف: “بدأت عملي عام 1996م، وكنت قبلها في الخارج بهدف العمل، ورفضت العمل في المستوطنات، وعندما أتيحت لي فرصة الحراسة في المسجد الأقصى سارعت بالانخراط في طاقم الحراسة بعيدا عن أية أهداف مادية، فراتب الحارس قديما كان زهيدا وإغراءات العمل في المستوطنات مهولة، ومع ذلك قررت عدم الانجرار للعمل داخل المستوطنات في القدس”.

ويشير إلى أن “الحديث عن مهنة الحراسة له شجون وتاريخ مليء بالجراحات، فقبل عام 2000م، كان طاقم الحراسة صاحب السيادة والإشراف الكامل على أبواب المسجد الأقصى، وبعد عام 2000 أخذ الاحتلال بسحب الصلاحيات، وأصبح ما يسمى بضابط الهيكل يتحكم في ساحات المسجد، وأصبح دورنا من صاحب صلاحيات إلى دور المراقبة فقط، كما أن الاحتلال فرض على طاقم الحراسة قيودا مرعبة من حيث اعتقالهم واستجوابهم وإبعادهم، وأنا شخصيا اعتقلت خمس مرات، وتم استجوابي وتهديدي بعقوبات غير مسبوقة”.

حوادث في الذاكرة

ويستذكر الحارس الدجاني حوادث حفرت في الذاكرة، وهي دخول رئيس حكومة الاحتلال السابق ارئيل شارون لساحات المسجد الأقصى، وكيف كان هو من ضمن من حاول منعه ويقول: “سمعت شارون يقول لموظفي دائرة الأوقاف إنه يريد أن يدخل كسائح للمسجد الأقصى، ورفض طلبه وكان يحرسه 500 شرطي، وفي اليوم التالي وهو يوم الجمعة كانت المجزرة الرهيبة”.

ويتابع: “الحادثة الثانية قبل ثلاث سنوات عندما وقف عضو الكنيست المتطرف فيجلين عند باب السلسلة، وحاول أن يستفزنا قائلا: “في أي مكان أنا، وما هو وضعي هنا، عندها بادرته بالإجابة، حسب ديانتك يحظر عليك دخول المسجد، واخرج من هنا من باب السلسلة، وخرج صاغرا واستغرب أفراد الشرطة من هذا التصرف مع شخصية سياسية، من حارس في المسجد الأقصى”.

وختم قائلا: “وضعنا اليوم في الحراسة، مراقبة الاقتحامات فقط، والاحتلال لا يريد وجود طاقم حراسة في المسجد كي يمارس سياسته التهويدية، وطاقم الحراسة الذي يعمل على مدار الساعة في مناوبات في النهار والليل، سيبقى سدا منيعا في الحفاظ على المسجد وقدسيته”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات