مساجد غزة برمضان.. منافسة شبابية على تلاوة القرآن

كخلية نحل لا تهدأ، يبدأ الفتيان عبد الرحمن وأحمد ومحمود الذين يدخلون سن العشرين بعد أيام متلاحقة من هذا العام، تلاوتهم القرآن بعد أدائهم صلاة الفجر في المسجد القريب من بيتهم، متنافسين على من يتلو القرآن أكثر.

ويتخذ الفتيان الثلاثة زاوية في مسجدهم ليبدأ كل واحد منهم بالتلاوة منفرداً حتى موعد الشروق، قبل أن ينتشروا ليقضي كل واحدٍ منهم مصلحته أو يعود للنوم أو ممارسة نشاطٍ يحبه.

عبد الرحمن يقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: إنّ هذه المرة هي للعام الثالث على التوالي يجتمع الأصدقاء الثلاثة من أجل التنافس على تلاوة القرآن وختمه أكثر من مرة.

ومع دخول رمضان العشر الأواخر، يؤكد صديقه “أحمد” أنّه استطاع تجاوز صديقيْه عبد الرحمن ومحمود في رمضان الفائت؛ حيث استطاع أن يختمه خمس مرات، فيما لم يتمكن صديقاه من ختمه إلا أربع مرات وبعض الصفحات من المرة الخامسة.

وفي هذا الصدد، تشتد المنافسة بين الأصدقاء الثلاثة على القراءة أكثر، فيما يسعى “عبد الرحمن” الذي يحفظ أكثر من نصف القرآن أن يتفوق في التلاوة على صديقيه اللذين يحفظان قرابة العشرة أجزاء، حيث تمكن قبل دخول العشر الأواخر من رمضان ختمه 4 مرات.

الأصدقاء الثلاثة الذين أتمّ اثنان منهم دورة أحكام تأهيلية في تجويد القرآن، فيما تمكن “عبد الرحمن” من اجتياز الدورة العليا، يسعون من خلال تلاوتهم إلى التدبر وفهم الآيات وتفسيرها في بعض الأحيان تجاوزاً للتلاوة الاعتيادية.

ويسعى الكثير من الشباب في قطاع غزة إلى التنافس؛ حيث التقى مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أكثر من مجموعة يتنافس أعضاؤها في تلاوة القرآن.

وتعكف مساجد قطاع غزة كافة على فتح أبوابها على مدار الساعة في شهر رمضان المبارك سيما في العشر الأواخر، وإذا ما قررتَ دخول أحد هذه المساجد فإنك حتما ستجد خلية من الشباب العاكفين على تلاوة القرآن أو حفظه أو أولئك الذين ينتظرون الصلاة سيما من كبار السن.