الخميس 08/مايو/2025

القدرة.. أكلة التراث تتجدد في رمضان الخليل

القدرة.. أكلة التراث تتجدد في رمضان الخليل

ما بين البحث عن المذاق الطيب، والتمسك بالتراث الشعبي، تزخر المائدة الرمضانية في مدينة الخليل بالمأكولات التراثية الشعبية التي تعدّ “القدرة” أبرزها وأكثرها شهرة في المدينة، ويزداد الطلب عليها خلال شهر رمضان.

الحاجه مكرم القصراوي مربية تربوية، وتهتم بتراث الخليل أكدت أن نشأة القدرة كانت صدفة.

وأوضحت في حديثها لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام، أن بداية اكتشافها كانت عندما حضر بعض الضيوف فجأة على بيت عمي، وهو صاحب فرن (مخبز) بالبلدة القديمة من المدينة في العشرينيات من القرن الماضي، ولم يكن على موعد معهم، ولذلك أراد أن يكرمهم ويقدم لهم طعام الغداء، فطلب من ابنه إحضار اللحوم ووضعها في قدر من النحاس، وأدخله في فرن الحطب المشتعل، وبعد طهي اللحم وضع عليه الأرز، وعندما نضج الأرز سكب عليه شيئا من السمن البلدي، وقدم الطعام لضيوفه فأعجبوا به كثيرا، وكانت هي المرة الأولى التي يطبخ فيها اللحم بهذه الطريقة.


null

وتضيف الحاجه أم سميح القصراوي أنه بعدما تناول الضيوف هذا الطعام سألوه عن اسمها؟ فقال لهم: هذه (قدرة) !.. ومنذ ذلك التاريخ باتت طبخة مهمة ومتداولة ويلجأ إليها الناس في المناسبات المتعددة لسرعة إنجازها وطعمها اللذيذ، ويزداد الطلب عليها في رمضان.

بالقرب من المدرسة الشرعيه في الخليل يقع فرن خليل الرحمن الذي يملكه أبناء الحاج موسى أبو اسنينة، وهو فرن مشهور بالقدرة، حيث يصطف العشرات قبل الإفطار بدقائق بانتظار حصول كل منهم على طلبه، حيث يحضرون اللحم أو الدجاج إلى صاحب الفرن، وهو يضع من عنده الأرز والسمن مع ساعات الظهر ليتسنى له العمل على تجهيزها بالشكل المناسب.

صقر أبو اسنينة (45 عاماً)، مدير فرن خليل الرحمن، أكد في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أنه لا يمر يوم إلا ويعد في فرنه العشرات من القدَر للمواطنين في رمضان وغيره، وفي كل المناسبات.


null

ويضيف أبو اسنينة “حتى في الرحلات العائلية يتناول الناس القدرة، وفي عقد قران العرايس يأتي الناس لعمل القدرة وحملها إلى دار العروس، وفي حالات الوفاة يأتي الناس أيضا لعمل القدرة، وإرسالها إلي بيت الميت، وفي ولائم رجال الأعمال التي تجرى في المكاتب والشركات يتناولونها.. لقد باتت جزءًا من حياة المواطنين بالمدينة”.


null

null

ويشير أبو اسنينة إلى أن أحجام القدر مختلفة، منها الصغير والكبير؛ فالصغيرة  تتسع إلى 2 كيلو من الأرز و2 كيلو من اللحم، وهذه القدرة تطعم نحو 8-10 أشخاص، فيما تتسع القدرة الكبيرة إلى 4 كيلو أرز ومثلها أو يزيد من اللحم فتطعم نحو عشرين شخصا، ويقدم عادة معها اللبن الزبادي.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...