عاجل

الأحد 04/مايو/2025

مجزرة الإبراهيمي .. ذاكرة الألم تتجدد في منتصف رمضان

مجزرة الإبراهيمي .. ذاكرة الألم تتجدد في منتصف رمضان

مع حلول منتصف شهر رمضان المبارك، يستذكر أهالي مدينة الخليل، جنوب الضفة المحتلة، تفاصيل مجزرة المسجد الإبراهيمي التي وقعت قبل 23 عامًا، واقترفها المستوطن الإرهابي باروخ غولدشتاين بحق المصلين الفلسطينيين في صلاة الفجر في باحة المسجد الإبراهيمي.

تفاصيل المجزرة
وبحسب الشهود من المصلين الذين كتب الله لهم الحياة، فإنّ بداية المجزرة وقعت أثناء سجود المصلين في صلاة الفجر، عندما نفذ الإرهابي باروخ غولدشتاين، مجزرته بإطلاق الرصاص على نحو 500 مصلٍّ، استشهد منهم 29 وأصيب 150، وخلال تعبئة غولدشتاين، الذخيرة من جديد لقتل المزيد من المصلين، هجم عليه المصلون وقتلوه.

وعند تنفيذ المجزرة أقدم جنود الاحتلال المتواجدون في الإبراهيمي على إغلاق أبوابه لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارجه من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى، وفي وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وأثناء تشييع جنازات الشهداء؛ ما رفع مجموعهم إلى 50 شهيدا، 29 منهم استشهدوا داخل المسجد.

تلك المجزرة أحدثت هزة عنيفة في فلسطين المحتلة من أقصاها إلى أقصاها، فاندلعت هبات شعبية متلاحقة ومواجهات واسعة بين أبناء الشعب الفلسطيني من جهة وقوات الاحتلال والمغتصبين من جهة أخرى، وقد بلغ عدد الشهداء الذين ارتقوا نتيجة المواجهات مع جنود الاحتلال إلى (60) شهيداً.

ذكريات الأهالي
ورغم مرور 23 عاماً على هذه المجزرة، إلا أنّ أهالي الخليل لم يتوقفوا عن استذكارها وإحياء هذه الجراح؛ حتى لا ينسى الأحفاد ثأر آبائهم وأجدادهم.

فالحاجة أم نمر مجاهد لا تتوقف دمعاتها أبداً سيما في رمضان وهي تستذكر آخر صلاة أداها ابنها نمر مجاهد في المسجد الإبراهيمي في 15 رمضان من العام 1994، تقول: “الاحتلال فرض علينا الحزن والألم طول العمر، لكن ما صبّرنا أنّ شهادته كانت في رمضان والجمعة والفجر”.

وتضيف: “بهجة رمضان وفرحته ذهبت لدى كثير من الأهالي الذين استشهد أبناؤهم في تلك المجزرة”.

المسجد في دائرة الاستهداف
وأغلقت قوات الاحتلال المسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة ستة أشهر كاملة بدعوى التحقيق في الجريمة، وشكّلت ومن طرف واحد لجنة شمغار، للتحقيق في المجزرة وأسبابها، وخرجت اللجنة في حينه بعدة توصيات، منها تقسيم المسجد الإبراهيمي إلى قسمين، وفرضت واقعا احتلاليا صعبا على حياة المواطنين في البلدة القديمة، ووضعت الحراسات المشددة على المسجد، وأعطت اليهود الحق في السيادة على الجزء الأكبر منه، حوالي 60 % بهدف تهويده والاستيلاء عليه، وتكرر منع الاحتلال رفع الأذان في الإبراهيمي مرات عديدة.

ويضم القسم المغتصب من الإبراهيمي: مقاماتٍ وقبورَ أنبياء، منها قبر سيدنا يعقوب وزوجته، وقبر سيدنا إبراهيم وزوجته سارة، وقبر سيدنا يوسف، إضافة إلى صحن المسجد وهي المنطقة المكشوفة فيه.

كما وضعت سلطات الاحتلال بعدها كاميرات وبوابات إلكترونية على المداخل كافة، وأغلقت معظم الطرق المؤدية إليه في وجه المسلمين، باستثناء بوابة واحدة عليها إجراءات أمنية مشددة، إضافة إلى إغلاق سوق الحسبة، وخاني الخليل، وشاهين، وشارعي الشهداء والسهلة، وبهذه الإجراءات فصلت المدينة والبلدة القديمة عن محيطها.

وعزز جنود الاحتلال الإجراءات الأمنية على مدخل المسجد، حيث توجد بوابة إلكترونية، وما يسمى ببوابة القفص، ونقاط المراقبة على باب الأشراف، كل هذا في مساحة لا تزيد عن 200 متر مربع، إضافة إلى وضع 26 كاميرا داخل المسجد، وإضاءات كاشفة ومجسات صوت وصورة، وإغلاق جميع الطرق، باستثناء طريق واحدة تحت السيطرة “الإسرائيلية”.

وأوصت لجنة شمغار “الإسرائيلية”، بفتح المسجد كاملا (10 أيام) للمسلمين في السنة فقط، وكذلك فتحه كاملا أمام اليهود (10 أيام).

واليوم، ونتيجة لتقسيم المسجد إثر المجزرة؛ فقد تحول إلى ثكنة عسكرية، يمر المصلون خلالها بأكثر من تفتيش قبل أن يصلوا للوقوف بين يدي ربهم، وبات المكان نقطة تصادم وتوتر دائمة بفعل اعتداءات واستفزازات الاحتلال والمستوطنين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات