الثلاثاء 06/مايو/2025

على حدود غزة .. خضروات صائمة

على حدود غزة .. خضروات صائمة

تشارك خضروات عائلة أبو أسد المزارعين صيام شهر رمضان وتمتنع مجبرةً عن تناول الماء بسبب أزمة الكهرباء التي أثرت على ري المحصول والأشجار.
 
ويعاني المزارعون في المناطق الحدودية من أزمة ري بسبب انقطاع التيار الكهربي معظم ساعات اليوم، ما أثّر على جودة وكمية محصول الخضروات وأدى لخسارة كبيرة.

وزادت أزمة الكهرباء التي وصلت عدد ساعات القطع فيها بغزة إلى (18) ساعة، من صعوبة حياة المواطن بغزة، وكبدت أصحاب الحرف خسائر فادحة في شهر رمضان.

محصول سيئ
في أسفل الوادي المطل على السلك الفاصل شمال موقع (كسوفيم) شرق دير البلح يجلس المزارع سالم أبو أسد (60 عاماً) بجوار حجرة المولد الكهربائي في انتظار تشغيله لبدء الري.
 
وتتناثر في حقل أبو أسد ثمار أعواد جافّة من خضروات نافقة وأشتال جفت بسبب ضعف كمية الري التي أدت لموتها قبل اكتمال فترة زراعتها، في حين لم تبلغ بقية النباتات طولها الطبيعي.

يقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “الكهرباء أعطبت مضخة البئر مرتين، وأضعفت المحصول؛ لأنه لا يحصل على ري كافٍ، وكثيراً أضطر لملازمة الحقل بعد منتصف الليل وقبيل المغيب بانتظار وصول الكهرباء حتى أبدأ الري”.

وزادت أزمة الري في شهر رمضان من معاناة المزارعين؛ الأمر الذي يجبرهم على تناول طعام الإفطار ووجبة السحور في مزارعهم وهم يترقبون وصول الكهرباء.
 
يتنقل سالم بين محصول الباذنجان، كاشفاً عن كثير من الثمار النافقة التي أماتها العطش، في حين يشير بسبابته لأخرى ضعيفة، مشككاً أن تجد من يشتريها.
 
ويتابع: “نحن أشقاء، لدينا 25 دونما مزروعة بالكوسا والباذنجان والقرنبيط والذرة والبامية، ولدينا 25 دونما مزروعة بالأشجار، ويحدث بيننا شجار على تقاسم ساعات الري التي لا تتجاوز 3 ساعات في أفضل يوم” .
 
قديماً كان سالم وأشقاؤه يتحملون مشقة العمل في رمضان، لكن أزمة الري الآن زادت من مشقة العمل، وأتلفت نصف المحصول ما يبشر بخسارة فادحة في الأيام القادمة.

ويشير أن حياته في رمضان تبدلت تماماً في محاولة لإنقاذ المحصول، وقد اضطر لاصطحاب أسرته لتناول وجبة الإفطار (10) مرات في الحقل.
 
ويضيف: “ثمار القرنبيط والباذنجان لم تعد تباع، لأنها ضعيفة النمو، والكوسا فقدت نصف الإنتاج، ولم نعد نقطف سوى 5 صناديق بدل 10 في كل نوبة”.
 
تكلفة مضاعفة
علاوةً على أزمة الكهرباء التي بددت نصف محصول المزارع سليم أبو أسد (57عاماً) يتكبّد يومياً تكلفة اتصالات وهو يتابع أخبار وصول الكهرباء مع جيرانه ومع شركة الكهرباء.

ويضيف: “لم أعد أشعر برمضان ولا أجوائه، كل حياتي الآن هي كيف أنقذ المحصول من العطش، حتى أنني أضطر لتناول وجبة السحور والإفطار أحيانا في الحقل الذي يبعد 6 كيلو مترات عن بيتي”.

على السلك الحدودي الذي لا يبعد سوى (200) متر من حقل عائلة أبو أسد، تقع إحدى الثكنات العسكرية التي اعتادت إطلاق النار على الحقل بشكل عشوائي، ما جعل مهمة الري ليلاً خطرة للغاية.
 
ويشترك الأشقاء الأربعة في بئر مياه وحيد تعمل مضخته على الطاقة الكهربية، وقد نظموا جدولاً زمنياً للري بينهم، لم ينتظم في رمضان، وانعكس سلباً على المحصول بسبب أزمة الكهرباء.

يتلقى سليم اتصالاً من أحد أشقائه سائلاً عن إمكانية الحصول على حصّة في الري لإنقاذ محصول القرنبيط الذي تبدو ثماره ضعيفة، وبقية أشتاله صفراء اللون.
 
ويتابع:”أنظر؛ هذه قطعة أرض أخي زرعها بالقرنيط، ولا تنمو معظم الأشتال، فنحن قسمنا جدول الري بيننا، ومع ذلك لا نحصل على نصف كمية المياه اللازمة، وأتكبد نفقة سولار للسيارة يومياً بحثا عن الكهرباء”.
 
ويتفقد سليم نباتات البامية والكوسا التي لم يتناسب نموها مع عمرها، ما أدى لضعف حقيقي في الإثمار، متوقعاً أن تعيش أسبوعين فقط بسبب أزمة الري.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...