السبت 29/يونيو/2024

خطاط لبناني يكتب أول مصحف بالخط الديواني

خطاط لبناني يكتب أول مصحف بالخط الديواني

أنهى الخطاط اللبناني، محمود بعيون، كتابة المصحف الشريف بالخط الديواني، وهو ما استغرق عاماً ونصف العام، ليصبح أول مصحف ينسخ في لبنان بهذا الخط.

اللبناني بعيون (81 عاماً) قال: “تأثرت جداً بالمدرسة التركية، التي تتميز بخط الثلث (خط عربي ظهر لأول مرة في القرن الرابع الهجري، ويكتب بقلمٍ بسُمْك ثلث قطر القلم)، وهو من أروع فنون التخطيط، بجانب الخط الديواني، الذي أخذه الأتراك من خط الرقعة، وأضافوا عليه لمسات جمالية تركية، وأبدعوا به، وقد سُمّي بالديواني نسبة إلى الدواوين والقصور التي كان يكتب فيها”.

وخط الرقعة هو خط عربي حديث ابتكره العثمانيون، يتّسم بسهولة قراءته وسرعة كتابته وبعده عن التعقيد، وهو معروف بحروفه القصيرة المتقطّعة المستقيمة، وانحناءات بسيطة أغلبها يكون شبه مستقيم.

ويسترجع بعيون، الذي يمارس فنّه في مقرٍّ له بالعاصمة بيروت، قائلاً: “أنا معجب جداً بأسلوب الجلبي خاصة، وبالأسلوب التركي عامة، لاسيما أن الخطين الثلث والديواني من أكثر الخطوط انتشاراً في العالم العربي، لكن تركيا تميّزت بهذين الخطين على طريقتها”.

ويشرح الخطاط اللبناني أنواع الخطوط العربية بقوله لوكالة الأناضول التركية: “في الأساس كان هناك ستة أنواع؛ وهي: الرقعة، وهو من أبسط الخطوط، والخطوة الأولى لتعليم أصول التخطيط العربي. والنسخي الذي كُتب به القرآن الكريم. والفارسي، رغم أنه ليس عربياً، لكنه موجود في الشرق الأوسط، وتأثّر به العرب، فدخل على المنهج التخطيطي العربي”.

ويتابع: “كذلك الخط الديواني (سُمّي بالديواني أو السلطاني نسبة إلى ديوان السلطان العثماني، حيث كان يُستعمل هذا الخط في كتابة المراسلات السلطانية، ولهذا الخط جماليته التي يستمدّها من حروفه المستديرة والمتداخلة)، والثلث، والخط الكوفي الذي انطلق من العراق وتطوّر مع الأتراك، ومن ثم أضيفت عليه بعض الجماليات في مصر”.

ومع الوقت طوّر العرب في مصر الخط الديواني، ودمج مع الخط الكوفي، ليخرج من هذا التمازج الخط الديواني الجلي، فأُضيف هذا النوع على الخطوط الأساسية الستة، ومن ثم أخذوا من خط الثلث ومن خط النسخي، وتم مزجهما، فخرجوا بخط جديد أُطلق عليه اسم إجازة، ليصبح عدد الخطوط العربية ثمانية.

ويشير إلى أنّ أكثر الخطوط انتشاراً في العالم العربي هو “النسخي”، الذي ينتشر جداً في السعودية وسوريا.

وقبل سنتين قرّر الخطاط اللبناني تحدّي ذاته، والتميّز بخطوة جديدة لم يسبقه إليها أحد في العالم العربي، فقرّر كتابة المصحف بالخط الديواني، وهي ما يقول إنها سابقة في هذا المجال.

وعن هذه التجربة يقول بعيون: “بدأت مع السّور القصيرة، فوجدت نفسي قادراً على المتابعة، وخلال سنة ونصف السنة أكملت مهمتي، قبل أيام، والآن أنا في إجازة رمضانية”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات