الأربعاء 26/يونيو/2024

حائط البراق.. هوية التاريخ المستهدف

حائط البراق.. هوية التاريخ المستهدف

حائط البراق هو من أشهر معالم مدينة القدس المحتلة، وهو الحائط الذي يحد المسجد الأقصى من الجهة الغربية، أي يشكل قسما من الحائط الغربي للحرم المحيط بالمسجد الأقصى المبارك، ويمتد بين باب المغاربة جنوباً، والمدرسة التنكزية شمالاً.

المكانة الدينية

وللحائط مكانة دينية كبيرة لدى المسلمين؛ حيث يرتبط الحائط بمعجزة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام “الإسراء والمعراج”، ومنها جاءت تسمية الحائط “حائط البراق” نسبة للدابة التي ركبها النبي محمد عليه الصلاة والسلام عند إسرائه ليلاً من مكة إلى الأقصى.

وقد ظل حائط البراق منذ الفتح الإسلامي وقفا إسلاميا، وهو حق خالص للمسلمين، وليس فيه أي حجر يعود إلى عهد الملك سليمان كما يدعي اليهود.

ويسمي اليهود المكان “حائط المبكى” لأن صلواتهم عنده تأخذ شكل البكاء والنواح.

حق للمسلمين
ويقول الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا لمراسلنا: “نحن المسلمين نؤكد على حقنا في هذا الجدار الذي هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك”.

وأكد صبري أنه لا مجال للتنازل عنه أو التفريط به.

ويؤكد المقدسيون أن الممر الكائن عند الحائط ليس طريقا عاما، بل أنشئ فقط لمرور سكان محلة المغاربة وغيرهم من المسلمين في ذهابهم إلى مسجد البراق، ومن ثم إلى المسجد الأقصى، وقد كان السماح لليهود بالمرور إلى الحائط من قبيل التسامح في المرسوم الصادر عن الوالي المصري على المنطقة إبراهيم باشا عام 1840، وليس لأداء الصلوات.

محاولات التهويد
ولم يتخذ اليهود حائط البراق مكانا للعبادة إلا بعد صدور وعد بلفور البريطاني عام 1917، ولم يكن هذا الحائط جزءا من “الهيكل اليهودي” المزعوم، ولكن التسامح الإسلامي هو الذي مكن اليهود من الوقوف أمامه والبكاء عنده على خراب هيكلهم المزعوم، ثم بمرور الزمن ادعوا أن حائط البراق من بقايا هذا “الهيكل”.

وتشير الوثائق التاريخية إلى أن بريطانيا -التي كانت الدولة المنتدبة على فلسطين- اعترفت صراحة في كتابها الأبيض الذي أصدرته في تشرين الثاني 1928 أن الحائط الغربي والمنطقة المجاورة له ملك للمسلمين خاصة، وجزء من المسجد الأقصى المبارك.

وفي عهد الانتداب البريطاني زادت زيارات اليهود للحائط حتى شعر المسلمون بخطرهم، ووقعت ثورة البراق بتاريخ الـ23 من/آب 1929 فاستشهد فيها العشرات من المسلمين، وقتل عدد كبير من اليهود.

ورغم أن اليهود أقروا عام 1929 أمام اللجنة التابعة لمنظمة عصبة الأمم بأنهم لا يدعون حق ملكية حائط البراق فإن “إسرائيل” عندما احتلت البلدة القديمة في القدس عام 1967 بدأت بنفسها تزوير هوية المكان.

وبدأت ذلك بهدم جنودها حي المغاربة الملاصق للجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك بما فيه من آثار ومدارس ومساجد وزوايا، ثم نسفوا المنازل التي كانت تحيط بالجدار فشردوا أهلها بدعوى أن منطقة الحائط ملك لليهود منذ ثلاثة آلاف عام، كما استولوا على مفاتيح باب المغاربة التي لا تزال معهم، ولذلك يعدّ باب المغاربة هو المدخل المعتاد لكل الاقتحامات التي ينفذها اليهود في المسجد الأقصى.

تزوير في محافل دولية
ويقول أستاذ القانون الدولي حنا عيسى إن منظمة يهوديةً أعدت مجسما كبيرا لحائط البراق، على أنه “حائط المبكى اليهودي”، في متحف خاص في حي بروكلين في مدينة نيويورك الأمريكية، وقد نظم حفل افتتاح رسمي شارك فيه وزير صهيوني.

وتعهدت شركة الطيران الصهيونية “إلعال” بنقل “أوراق الأمنيات” التي ستوضع في المجسم ببروكلين، لوضعها بين حجارة “المبكى” في القدس المحتلة، وهو ما يكرّس أسطورة ” المبكى” والهيكل المزعوم.

ويضيف لمراسلنا أن “منظمة حباد” -أحد التيارات الدينية اليهودية المتشددة- وفرعها في نيويورك افتتحت إنشاء مجسم لحائط البراق، على أنه “حائط المبكى اليهودي”، وذلك في “متحف الأولاد اليهودي” الواقع في حي بروكلين بمدينة نيويورك الأمريكية، وأنشئ المجسم في صالة “البيت الإسرائيلي” الذي يحكي الرواية التوراتية التلمودية.

وما تزال محاولات تزوير التاريخ متواصلة، حيث أدلى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب بتصريحات أثارت استياء عاما، قال فيها إن حائط البراق يجب أن يكون تحت سيادة الاحتلال الصهيوني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...