الإثنين 30/سبتمبر/2024

نوف نفيعات .. الفدائية الصغيرة العائدة بالشهادة

نوف نفيعات .. الفدائية الصغيرة العائدة بالشهادة

في يوم استلامها شهادتها المدرسية قررت الطفلة نوف نفيعات، العودة لذويها بشهادة أعظم، كتبت حروفها بدمها النازف في مواجهة المحتل الغاصب، لتسجل الفدائية الصغيرة في مصاف الأبطال.

كانت أمها بانتظار أن تعود للمنزل وهي تحمل شهادتها المدرسية في منزل متواضع في بلدة يعبد جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية، ولكنها عادت إليها بشهادة من نوع آخر أعادت ذاكرة الأم لما كانت ترمي إليه ابنتها التي أكدت كما أكد كثيرون قبلها فطرية حب الأرض والتضحية لأجلها في أذهان أبناء فلسطين.

فقد كان يوم الخميس (1-6-2017) هو اليوم المقرر لذهاب الطلبة إلى مدارسهم من أجل استلام شهاداتهم المدرسية، حيث استيقظت نوف نفيعات كما المعتاد وودعت أمها لتعود بأعظم الشهادات.

البحث عن الشهادة
وتقول أم زيد والدة الشهيدة لمراسلنا: أخبرتني أنها ذاهبة لاستلام شهادتها المدرسية، وكنت أنتظر عودتها، ولكنها كانت ترمي للحصول على نوع مختلف من الشهادات.

كانت تلك دلالة رمزية كبيرة على ما يفكر فيه فتية فلسطين؛ فنوف ابنة الـ 15 عامًا والطالبة في الصف الثامن أدركت ما لم يدركه كثيرون عن واجبهم ودورهم في مواجهة اعتداءات الاحتلال المتصاعدة.


وداع الشهيدة نوف نفيعات بيعبد

بعد خروجها من المنزل، توجهت نوف إلى الطريق، وتجاوزت المقطع المؤدي لمدرستها، لتنعطف باتجاه آخر للوصول إلى مكان يمثل شوكة في حلق أهالي يعبد، وهو حاجز ومستوطنة “مابو دوتان” المقامة عنوة على أراضي البلدة.

وبحسب مقطع الفيديو الذي نشره الاحتلال؛ فقد استلت نوف سكينا بحقيبتها، وطعنت جنديا صهيونيا لدى نزول الجنود من حافلتهم على مدخل المستوطنة، ثم انسحبت لتلاحقها رصاصات الاحتلال في جسدها فتصاب بجراح خطيرة، وتنقل لمستشفى هليل يافا، ويعلن عن استشهادها في اليوم التالي، ويسلم جثمانها لذويها في اليوم الذي يليه.

تعمد تأخر إسعافها
ويؤكد والد الشهيدة نوف لمراسلنا أنه يحترم خيارات ابنته، ويحتسبها شهيدة عند الله، ولكنه يتهم الاحتلال بتعمد تأخير إسعافها بعد إصابتها، ما أدى إلى استشهادها في مخالفة للمعايير الواجب اتباعها مع الجرحى.


جنود الاحتلال خلال محاولتهم اعتقال الفتاة عقب إصابتها

ويقول الدكتور نجي نزال الذي شارك في تشخيص جثمان الشهيدة الزهرة نوف: إن عدة رصاصات تخللت جسد الطفلة واستقرت في محيط البطن، وواحدة استقرت في الحوض، ما أدى لزيف حاد لها حيث فارقت الحياة.

وأشار إلى أن الجروح في جسدها تشير إلى أنه أجريت لها عملية جراحية لدى وصولها المستشفى، ولكن النزيف الحاد وفقدان كمية كبيرة من الدم نتيجة تعمد تأخير إسعافها أدى لفقدانها حياتها، وهذا كان واضحا من شريط الفيديو الذي وزعه الاحتلال.

 

أول شهيدة في يعبد
وتعد نوف أول شهيدة في بلدة يعبد، تلك البلدة التي قدمت عشرات الشهداء، وهو ما جعل لشهادتها رونقا خاصا؛ فهي أول شهيدة وأصغر شهداء البلدة من حيث العمر، وأول من يقتحم مستوطنة مابودوتان، حيث لم يسبقها أحد في جرأتها على اقتحام المستوطنة وتنفيذ عملية بداخلها.

التزام ديني وذكاء
وبحسب روايات أشقاء نوف لمراسلنا فقد أصرت ليلة استشهادها على أداء صلاة التراويح في المسجد، كما عرف عنها تدينها، وتلاوتها للقرآن، كما أنها زارت قبل وقت قصير المسجد الأقصى، وكان ذلك حلما لها عبرت عنه برغبة جامحة، فيما لا تخلو دفاترها من عبارات الشهادة والأقصى وفلسطين.



كما عرفت نوف بذكائها وسرعة بديهتها التي تتجاوز عمرها الزمني، وكان ذلك واضحا من رباطة الجأش وطريقة تنفيذها عملية الطعن، وفق ما أظهر شريط الفيديو الصادر عن كاميرات الرقابة في المستوطنة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

البرازيل.. مظاهرة تضامنية مع غزة ولبنان

البرازيل.. مظاهرة تضامنية مع غزة ولبنان

سان باولو – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر مئات الأشخاص في مدينة ساو باولو البرازيلية، السبت، احتجاجا على الهجمات الإسرائيلية في غزة ولبنان. ورفع...