#حائط البراق .. تنازل الرجوب هل يمهد لمقايضة سياسية؟

تصريحات لا تقبل التحوير أو التأويل، واضحة المعالم بمفرداتها، تلك التي أبدت “تنازلا” من القيادي وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، عن حائط البراق، ومنح “السيادة الكاملة للاحتلال عليه”.

الرجوب ورغم محاولته إنكار تلك التصريحات، إلا أن اللقاء التلفزيوني بالصوت والصورة مع القناة العبرية الثانية، بقيت شاهد إثبات لما قاله بشكل حرفي واضح، ما يطرح تساؤلا عن “الثمن” الذي يرغب الرجوب بالحصول عليه، وإن كانت هذه التصريحات جزءًا من مقايضةٍ تمهيدًا لتنازل سياسي.

الهيئة الإسلامية في القدس، أصدرت موقفها الواضح أن “حائط البراق هو كالأقصى … وهو ليس إرثا وطنيا أو تاريخيا فحسب؛ بل هو إرث ديني منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لذا لم يكن من حق أحد أن يتصرف بهذا الإرث المقدس الطاهر، فالحائط هو للمسلمين وحدهم بقرار إلهي من الله عزّ وجل”.

بدوره يرى النائب الثاني للمجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة، أنه  “يبدو أن الجميع يسارع إلى تقديم هدية خاصة غير تلك الهدايا الثمينة التي أخذها ترمب من العرب؛ فهي سيرة حسن سير وسلوك من أجل الدفع للبدء بمفاوضات جديدة”.

ويضيف في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” “كل ما يجرى شيء غريب وعجيب، والأمور تتسارع للعمل على بدء مفاوضات جديدة مع الاحتلال الصهيوني”.

وشدد النائب الفلسطيني، على أنّ “حائط البراق” هو إرث تاريخي للمسلمين منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن هناك قراراً واضحا من اليونسكو ينفي أي صلة لليهود به، وتضحيات الشعب الفلسطيني على مدار تاريخه تؤكد عروبة القدس وإسلاميتها.

ودعا خريشة، الجميع إلى التوقف عند مسؤولياته ولجم مثل هذه التصريحات غير المسؤولة، في ظل حالة الانهيار التي يشهدها الشارع الفلسطيني.

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، لـ”المركز“: إنّ هذه التصريحات “تعكس حالة الانهيار التي وصلت إليها الحالة الفلسطينية بحيث أصبحت الثوابت الوطنية بمثابة مزاد علني يتداول أي شخصية عامة”.

ووافق الكاتب الدجني النائب خريشة بالقول إنّ هذه التصريحات المجانية تأتي عربون محبة من الرجوب للرئيس الأمريكي الجديد ترمب، “أو أنها تأتي في سياق عدم إدراك الحقائق التاريخية والجغرافية في القدس، وهذا عذر أكبر من ذنب، فالرجوب شخصية قائدة في حركة كبرى وهي فتح”.