الإثنين 01/يوليو/2024

الدمى.. وسيلة المعلم هاني لتميز طلابه

الدمى.. وسيلة المعلم هاني لتميز طلابه

على قاعدة تخطي الرتابة وكسر التقليد، تمكن المعلم هاني الشريف (32 عاماً) من زيادة تحصيل طلابه في دروس المرحلة الابتدائية بمدرسة “معين بسيسو” شرق غزة باستخدام دمى من صنع يديه.
 
ويتمتع الشريف بخبرة واسعة في صناعة الدمى، وقد شارك في برامج ترفيهية وتفريغات انفعالية للأطفال بعد حروب غزة، وعندما التحق بسلك التعليم حاول تطبيق هوايته لزيادة تحصيل طلابه الذين يتقدمون للامتحانات في هذه الأيام.
 
وفاز الشريف قبل أسابيع بالمركز الأول في مبادرة أطلقتها وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة للأعمال الإبداعية عام (2017) معلمًا ابتكر أسلوب تعليم باللعب مستخدماً دمى من صنع يديه.
 
هواية ومهنة
في حجرة المعلمين بالمدرسة، يتحدث الشريف عن فكرته الأولى في المزج بين هوايته في صناعة الدمى ووظيفته معلمًا بعد أن استخدم الدمى للترفيه في أيام الاحتفالات المدرسية.

تصفّح هاني المنهاج المدرسي للصف الثاني والثالث الابتدائي، فوجد تقاربا بين شخصيات الدروس والدمى التي يصنعها فشجع الطلاب على ارتدائها وتجسيد شخصيات الدروس، فتفاجأ بالاستجابة والتحصيل الجيّد.

سمع أهالي حي الشجاعية المحاذي للمدرسة بدروس المعلم هاني فتبرع تجار القماش من أولياء الأمور بكثير من المواد اللازمة لصناعة الدمى فرحاً بما سمعوه من أبنائهم.

ويضيف: “اتخذت من الدمية وسيلة للتعلم فتحقق لي تثبيت معلومات الدروس بدل أسلوب التلقين، ووفرت وقتاً طويلاً من الشرح، وطبقتها في عدة مدارس، وكانت نسبة الاستجابة والتحصيل مرتفعتين”.
 
يكشف الشريف عن سعادته بإخراج كثير من الطلبة الذين تأثروا بمشاهد الدمار وفقدوا أولياء أمورهم في عدوان غزة عام (2014) من حالة الحزن إلى حالة من الفرح خلال الدروس.
 
ويتابع: “لديّ في الفصل من يعاني من آثار الحرب، ومن هو فقير لا يملك مصروفه وجائع، سيما وأن محيط مدرستنا شهد مجزرة الشجاعية ونزوح آلاف السكان من حولها، وقد نجحت في جذب انتباههم في درس تعليمي وسط حالة فرح”.
  


null

تجربة عملية
ولعشر دقائق عاش مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، تجربةً عملية مع دمى المعلم هاني التي ألبسها عددًا من طلابه في الصف الخامس، وتركهم يمثلون درس (ذكاء القاضي إياس).

ارتدى الطلاب ملابس الدمى لشخصيات مختلفة، وبدأوا في تمثيل الدرس الذي يعبر عن ذكاء القاضي في كشف خلاف بين اثنين على مبلغ نقدي أخفاه أحدهما، كشف عنه القاضي باستخدام الماء الساخن.

يتخلّص الطالب أنس المغنّي من رأس الدمية التي شارك عبرها بتمثيل الدرس مضيفاً: “اليوم مثّلنا كيف طلب القاضي من الحارس وعاء ماء ساخن ووضع الكيس فيه، فظهرت النقود لصاحبها، وهذا التمثيل أفضل شيء للفهم”.
 
أما زميله الطالب رائد فيقول: إن تمثيل الدرس الذي شارك فيها وضّح للطلاب كيف أن الحق يرجع لأصحابه متابعاً: “كنت سعيد جداً بالمشاركة، وكلنا سعداء”.
 
ويعلّق المعلم مصطفى أبو سويرح على مشهد تمثيل الدرس بواسطة الدمى الذي جرى أمامه بالقول: “هذا الأسلوب كسر حاجز الخجل والخوف، وأضاف شيئًا جديدًا خاصة من طلاب يعانون أحوالا نفسية واجتماعية معينة، فزاد تفاعلهم وتداخلت شخصياتهم مع الدرس”.
 
ويشير إلى أن مبادرة الشريف لم يسبقه أحد إليها؛ لأنه استخدم الدمى بشكل منهجي داخل البيئة الصفيّة، وهي مبادرة أصيلة يكمن تميزها في أنه هو من صنع الدمي بنفسه، وكانت مطابقة لشخصيات الدرس.
 


null

مبادرة متميزة
ويؤكد جواد الشيخ خليل، مسئول قسم الإشراف والتأهيل التربوي في وزارة التربية والتعليم بغزة، أن وزارة التعليم أطلقت مسابقة للمبادرات عام (2017)؛ بهدف إبراز الأعمال الإبداعية، وتوفير حاضنة لها.
 
ويضيف: “تقدم للمبادرة 187 من مستويات مختلفة في الوزارة وفق معايير أصالة الجودة وإمكانية التعميم والاستمرارية في العمل، وفاز 30 منها من بينهم المعلم هاني الشريف”.
 

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات