الأحد 23/يونيو/2024

الزمن المفقود .. شهادة أديب إسرائيلي على جرائم الاحتلال

الزمن المفقود .. شهادة أديب إسرائيلي على جرائم الاحتلال

بعد 30 عامًا من جولته في الضفة المحتلة، يقر الأديب “الإسرائيلي” دافيد غروسمان، بأن الاحتلال الصهيوني يقمع الشعب الفلسطيني بأكمله، ويسلبه إنسانيته ويرفض وجوده.

وتحدث غروسمان هذا الأسبوع في مقابلة أجرتها معه صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، بعد مرور ثلاثين عاماً عن تلك الجولة وعن الأسباب التي دفعته في تلك الأيام للقيام بها، ويقول: “كنت بعمر ٣٣ عاماً وشعرت بأن الانفجار الفلسطيني قادم، ولم أعرف كيف سيجرى، ولم أعرف ما الذي سيطلقونه عليه، لكنني شعرت بتعاظم الاستياء والمهانة والغضب والكراهية التامة “للإسرائيليين” (المحتلين للأرض الفلسطينية).

الزمن الأصفر
رحلة الأديب “الإسرائيلي” دافيد غروسمان، جاءت عام ١٩٨٧، بعد 20 عامًا من حرب يونيو/حزيران، في جولة دامت ستة أسابيع في الضفة الغربية المحتلة، ونشر انطباعاته في عدد خاص بمجلة “كوتيرت رشيت” ونشرت بعد ذلك في مؤلفه “الزمن الأصفر” الذي ترجم إلى 20 لغة.

يقول غروسمان: ” في اليوم نفسه الذي زرت فيه مخيم الدهيشة عدت إلى القدس، وتوجهت لشراء دفتر من شارع “بن يهودا” (تسمية عبرية)، لقد كان ذاك يوماً مقدسياً بارداً، يتوجه فيه الناس بسرعة إلى بيوتهم. وساد لدي إحساس بأنه لن يطرأ أي شيء على الأوضاع، وشعرت بأنني أشتغل من الانطباعات التي أحملها معي من مكان بعيد نصف ساعة عن البيت”.

وغروسمان كاتبٌ “إسرائيلي” حائز على عددٍ من الجوائز، وله مؤلفاتروائية خيالية ووثائقية، وترجمت أعماله إلى أكثر من 30 لغة، وله الكثير منالتصريحات المنتقدة لحكومة الاحتلال، علمًا بأن أحد أبنائه قتل عام 2006خلال اشتراكه في العدوان على لبنان.

علامة سؤال
لم يؤدِّ مرور تلك السنين إلى زيادة تفاؤل غروسمان؛ بل على العكس من ذلك حيث يقول: “بالتأكيد ازدادت معرفتي، لكنني خائف أكثر، ولو أردت الكتابة اليوم لما كتبت ما كتبته، وأتخوف من استمرار هذه الأوضاع عشرة أو عشرين عاماً أخرى، إنني ببساطة لا أعرف، ولربما تتغير الأوضاع بعد عدة سنوات وتصبح أكثر هدوءاً”.

وأضاف “يضع ما تسبب به المستوطنون علامة سؤال كبيرة فوق رؤوسهم، أصبحت اليوم ترفرف فوق إسرائيل جميعها، وفوق وجودها وعلى شرعيتها التي أصبحت تثير تساؤلات في العالم”.

وقال: “يوجد لدينا رئيس حكومة عبقري، إنه عبقري يعرف كيفية الخلط بين الأخطار الحقيقية وصدى صدمتنا كشعب، إننا مجتمع اجتاز صدمة ويقف عاجزاً أمام ألاعيب نتنياهو”.

الزمن المفقود
وفي سياق رده على سؤال حول نظرته لأحداث تجرى اليوم، وعلى سبيل المثال ما اقترفه الجندي الصهيوني اليئور أزاريا (قاتل الشهيد عبد الفتاح الشريف في الخليل)، قال غروسمان: “هذه أعراض مرض أكثر عمقاً من جندي واحد… كيف تستطيع العيش في ظل واقع اعتقال طفل واقتحام بيته وتوقيفه ساعات طويلة على الحواجز.. يوجد هنا قمع شديد، قمع شعب كامل”، مشيرا إلى أن الاحتلال يسلب الفلسطينيين إنسانيتهم ويرفض وجودهم كبشر.

وعمّا إذا ما كان سيطلق اليوم أيضاً على جولة مماثلة في الأراضي المحتلة “الزمن الأصفر”، قال غروسمان بأنه سيطلق عليها “الزمن المفقود”، وأضاف: “لقد مضى زمن طويل وليس فقط زمن بل وأيضاً الكثير من الفرص والطاقة الضرورية من أجل استبدال الأوضاع”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

54 شهيدًا بأربعة مجازر خلال ساعات في غزة

54 شهيدًا بأربعة مجازر خلال ساعات في غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 54 مواطنًا وأصيب العشرات غالبيتهم من الأطفال والنساء، في ثلاثة مجازر ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، السبت،...