الجمعة 28/يونيو/2024

كيف تحاول الأونروا حرف بوصلة الفلسطينيين؟

كيف تحاول الأونروا حرف بوصلة الفلسطينيين؟

في تمّوز 2016، زار الأمين العام السابق للأمم المتّحدة، بان كي مون، مدرسة تابعة لـ”وكالة الأمم المتّحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” (الأونروا) داخل قطاع غزّة في فلسطين.

كانت هناك لوحة طوليّة لخريطة فلسطين، كلّ فلسطين، تلك التي “من النهر إلى البحر” حدث أن جاء “أحدٌ ما” وغطّى تلك اللوحة بقماشة بيضاء قبل وصول الزائر إلى المدرسة، كأنّها عار لا يُراد للعين الأجنبيّة أن تراه!

مَن فعل ذلك؟ ظلّ الأمر مبهماً، الفلسطينيّون الغاضبون اتهموا “الأونروا” بذلك، فيما نفى المتحدّث باسم الأخيرة الأمر، ثم أتت “اللجان الشعبيّة للاجئين” وقالت في بيانها إن مَن فعلها “جهة مِن الطابور الخامس في وكالة الأونروا .. هذا العمل المشبوه والمخزي”.

تغيير المناهج  
قبل نحو شهرين أثار الفلسطينيون ضجة كبيرة حول نية الأونروا تغيير المناهج الدراسية، فيما رفض مسؤولون كبار في الوكالة التعليق على الأمر إلا أنّ التسريبات واضحة حول النية نحو تغيير هذه المناهج بشكل يثير الاستغراب والاستهجان، والدافع نحو تغيير هذه المناهج، ومن يقف وراء هذا الأمر.

وقد كشفت التسريبات في محاولات تغيير المناهج الدراسية إلى مفاهيم جذرية في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، كان أبرزها تغيير اسم “فلسطين” إلى “يقطين”، ومسح خريطة فلسطين بالكامل، وشطب كلمة “احتلال” من كل المناهج وغيرها الكثير.

مضت هذه الحادثة عندما فاحت رائحة التسريبات وعمّ الضجيج المؤسسات والمنظمات والتنظيمات حتى رضخت الأونروا وقررت أنّه “لا تغيير على المناهج التي تُدرّس في مدارس الوكالة، وأيّ تعديل عليها سيتم بالمشاورات الكاملة مع وزارة التربية والتعليم”.

فصل موظفين
كل هذه المحاولات من “الأونروا” لمحاولة حرف بوصلة الفلسطينيين سيما اللاجئين منهم والذي يعدّون الحصة الكبرى من بين الشعب الفلسطيني في شتى أنحاء العالم، لم تنتهِ محاولات الأونروا من النيل الفلسطينيين ومحاولة طمس هويتهم.

فهي لا تكف في بياناتها وتصريحات مسؤوليها عن التذكير بمبدأ “الحياد” وعدم التحيّز في السياسة وغيرها، فتمنع على موظّفيها (مِن اللاجئين الفلسطينيين) أن يكون لديهم انتماءات سياسيّة، حيث أجبرت مؤخراً سهيل الهندي رئيس نقابة موظفيها بغزة على الاستقالة بسبب انتمائه السياسي.

مصادر مطّلعة كشفت أنّ “الأونروا” فصلت مؤخراًً 20 موظفاً لديها عن العمل، بصورة مؤقتة، لفترات تراوحت بين 15 يوماً وشهر، وذلك بعد تحقيقات مُطوّلة مضى عليها شهور. 

وبحسب المصادر؛ فإن الوكالة تعمّدت إيقاف الموظفين، على مراحل، إذ كانت تُصدر قرار إيقاف موظف أو اثنين عن العمل، كل عدّة أسابيع، وليس دفعة واحدة، كي لا تلفت أنظار الإعلام والرأي العام، وذلك على خلفية كتابات أو مُشاركات لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تُسمِّيها الوكالة “مُساهمات تحريضية”.

شهادات “إسرائيلية”!
حكم شهوان، عيّنته الوكالة مديراً لها في لبنان، على اعتبار أنه فلسطيني، لعدّة أشهر بين عامي 2016 و2017، يحمل شهادة الماجستير في الأمن والدبلوماسية مِن “جامعة تل أبيب”، فيما يبقى السؤال الأكثر قلقاً من أساتذته الذين درسوه في الجامعة، وأيّ برامج خضع لها.

الجامعة المذكورة -وفق صحيفة الأخبار اللبنانية- تعلن في برنامجها للشهادة التي حصل عليها شهوان الآتي: “اكتسب خبرة لا مثيل لها في زيارات ميدانيّة إلى حدود إسرائيل المختلفة، ومكاتب وزارة الدفاع (الأمن) الإسرائيليّة الحكوميّة التي يقودها عميد متقاعد في الجيش الإسرائيلي”.

وتضيف الجامعة في سيرته: “لقاءات واجتماعات مع سفراء يديرها مدير عام سابق في وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة. لقاءات مع محترفين في الأمن والدبلوماسية”.

وبحسب الصحيفة؛ فإنّ رئيس البرنامج، البروفيسور عازار جات، يقول: “يستند الماجستير الدولي في الأمن والدبلوماسية إلى الجمع بين كبار علماء هيئة التدريس والممارسين الرائدين مِن القوات المُسلّحة الإسرائيليّة والأجهزة الأمنيّة”.

وتقول الجامعة -وفق صحيفة الأخبار-: إنّها تُعدّ الطلاب للقفز مباشرة إلى وظائف في مجالات الأمن والدبلوماسية، وحتى الآن حصل المتخرجون على وظائف في القطاع الخاص ومع الحكومات في جميع أنحاء العالم، تشمل مواقعهم مناصب مع الأمم المتحدة والشركات العالمية الرائدة في مجال تخفيف المخاطر، إضافة إلى وسائط الإعلام ومنظّمات الدعوة ــ مجموعات الضغط واللوبيات، والحملات السياسية ومراكز التفكير والخدمات المسلّحة”.

وتشير الصحيفة إلى أنّ شهوان صرح في ذات مرة قائلاً: “إسرائيل تعيش في قلب مناطق الصراع، وتشارك في عدد مِن هذه الصراعات.. وأنا لم أشعر (خلال دراستي) بأي عدائية أو عمل تمييزي”.

في حين إنّ الفلسطيني اللاجئ، العامل في وكالة “الأونروا” يطرد عندما يُظهر “تحيّزاً” لبلاده ولقضيّته، إلا أنّ من الطبيعي جداً أن يكون أحد المسؤولين الكبار أن يكون عملاً سابقاً “معاوناً” لقوات الغزو الأميركي في العراق تحت ستار “بعثات الأمم المتحدة” وما شاكل، ولم يتردّد في التقاط صور له وهو يحمل الأسلحة الأميركيّة وينشرها متباهياً، حسب ما قالت صحيفة الأخبار.

وأوضحت الصحيفة أنّ الأمريكية ساندرا ميتشيل التي عملت في حينه مع شهوان، أصبحت نائباً للمفوّض العام في “الأونروا”، وهي على علاقة مباشرة بالخارجيّة الأميركيّة وباستخبارات بلادها!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات