بـمدن المناورات.. هل يعيد الاحتلال الثقة لجنوده؟

تدريبات الاحتلال العسكرية لم تنقطع، وتزداد وتيرتها تناغماً مع الحالة الميدانية للحدود استعداداً لأي جولة عدوان قد يشنها الاحتلال على المقاومة.
إلا أن شكل هذه التدريبات بات يأخذ منحى آخر بعد إقامة الاحتلال “مدن المناورات” لمحاكاة قطاع غزة أو المدن المستهدفة، وهو ما جعل الخبراء يطرحون تساؤلا إن كان الهدف إعادة الثقة لجنوده؟
قبل أسابيع أنهى الاحتلال سلسلة مناورات في عمق الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة سمع فيها السكان أصوات إطلاق النار وسط تحليق مكثف للطيران.
وأعلن خلال الأيام الماضية وضع حجر الأساس لبناء مدن مناورات، قال الجيش إنها تحاكي قرى فلسطينية ولبنانية كبيرة.
زيادة الثقة والوعي
خلافاً للعرف التقليدي المطبق في الجيوش، فإن مسألة المناورات تجري كثيراً بصمت بعيداً عن النشر الإعلامي والتعليق بينما لدى قوات الاحتلال تتباين المسألة لأهداف تتعدى مهنية جيشها في القتال.
ويؤكد اللواء واصف عريقات الخبير العسكري أن (إسرائيل) عودتنا ممارسة حرب نفسية ودعائية خلال مهمات المناورات العسكرية لأن حالة الضجيج المقصودة ترسل من خلالها عدة رسائل.
ويضيف: “رسالتها الأولى رسالة تطمين لجبهتها الداخلية، والثانية: آلة تهديد للمقاومة، والثالثة تعزز تحالف نتنياهو الحكومي الذي يعاني الأزمات حالياً” .
وعلّق جيش الاحتلال أمس على قاعدة التدريب الجديدة في بيان قال: “تمكنّا بالقاعدة من دخول السيارات من عدة اتجاهات وإطلاق النار خلال التدريبات، الأمر غير الممكن في منشآت أخرى”.
وشيد الجيش خلال العامين الماضيين أكثر من 40 منشأة تدريبية صغيرة تحاكي القتال في بيئة مأهولة وأحياء سكنية، إضافة إلى قتال في أنفاق تحت الأرض، لاستخلاص عبر حرب غزة عام (2014).
ويرى الخبير العسكري العميد يوسف شرقاوي، أن بإمكان الجيش من خلال قرية التدريب تأسيس بنية تحتية لمحاكاة الأنفاق، وإجراء مناورات دورية بهدف زيادة وعي وثقة جنوده لاقتحام أي أهداف شبيهة مستقبلا.
ويضيف: “يؤسس نفس تضاريس الأرض ويحصل على نوع من المحاكاة لأرض المعركة مع الخصم وهو أسلوب عسكري يشكل جزءًا من مناورة حقيقية، وهو أسلوب قديم تطور وزادت تعقيداته للمحاكاة مع تعقيدات أتون الحروب مع التطور التكنولوجي”.
الأرض المحروقة
ورغم قوة الآلة العسكرية للاحتلال الصهيوني وتطوره التكنولوجي، إلا أن حروب الاحتلال منذ (2006-2014) في غزة ولبنان كشفت سوء أداء الجندي “الإسرائيلي” في الميدان.
ويقول الخبير عريقات: “الجندي يزداد خبرة في التدريب ويهبط أداؤه في الميدان، بينما المقاومة ازداد أداؤها في التدريب وأثبتت قوة وتطور مقاتليها في الميدان، بل تعدت ذلك للقتال خلف خطوط العدو”.
وأجرى الاحتلال في السنوات الأخيرة قرى للتدريب تحاكي نماذج قرى ومخيمات، لكنه اعتمد حسب رؤية الخبير شرقاوي سياسية الأرض المحروقة بعد أن أخفق في معارك الجنوب (2006) وحروب غزة (2009-2014).
ويشير الخبير شرقاوي أن الجيش يعاني من عقدة الأزقة والكثافة السكانية في غزة، وتدرب على القتال فيها كثيراً وفشل، واستخدم الأرض المحروقة لكنه تعرض لاختطاف جنوده في الشجاعية ورفح ولم تجد تدريباته نفعا.
استراتيجية متحركة
ويقول د. محمود العجرمي الخبير الأمني: “أسسوا عام 2006 وزارة الجبهة الداخلية لهذا الغرض ولم تكن موجود سابقاً، لأن استراتيجية العدو تغيرت من نقل المعركة لأرض الخصم إلى استراتيجية نشطة داخل فلسطين المحتلة، ثم شن عدوان بأسلحة ثقيلة على أرض الخصم”.
ويتابع: “تحرك الجنود في حرب (2008) في محيط قشرة غزة فقط، بينما عام (2012) قاتل عن بعد، أما عام (2014) فقد حاول التقدم في الشجاعية والتفاح وشرق رفح بشكل الهارب للأمام وليس المقاتل، ولم يستخدم في كل الجولات المشاة بشكل استراتيجي”.
ويقول محمد مصلح الخبير في الشئون الإسرائيلية، إن زيادة وتيرة الاستعداد والتدريب للقتال في (إسرائيل) مؤخراً يعود بشكل أساسي للحالة الميدانية التي تدفعها لاحتمالات المواجهة.
وتفعيلاً لعامل المفاجأة الذي استخدمه الاحتلال في أكثر من جولة، يتوقع الخبير مصلح، أن يلفت الجيش الانتباه لتجهيزه على الحدود الشمالية، في حين يكون الهدف الفعلي حرب مع الجنوب، والمقصود غزة.
الخاصرة الرخوة لجيش الاحتلال هي جبهته الداخلية، ونجاح المقاومة في ضربها يشكل عامل تفوّق، إضافة إلى قدرة المقاومة ضرب وحدات الدروع وتدمير الدبابات، وهو ما يفشل محاولة الهجوم الميدانية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

أوروبيون لأجل القدس توثق 30 إصابة و55 حالة اعتقال في القدس خلال إبريل
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام وثقت مؤسسة “أوربيون لأجل القدس” ارتكاب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي 756 انتهاكا خلال شهر أبريل/ نيسان...

حماس تطالب المؤسسات القانونية الدولية بضمان حماية الصحفيين الفلسطينيين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت حركة حماس المؤسسات الحقوقية والقانونية في العالم بتحمّل مسؤولياتها واستعادة دورها الحقيقي، وعدم الرضوخ لضغوط...

السجن 53 عاماً لأميركي طعن طفلاً فلسطينياً حتى الموت في جريمة كراهية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قضت محكمة أمريكية بسجن جوزيف تشوبا لمدة 53 عاماً، لإدانته بقتل الطفل الفلسطيني الأميركي وديع الفيومي (6 سنوات)،...

استشهاد رضيعة في غزة بسبب سوء التغذية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مصادر طبية عن استشهاد طفلة، اليوم السبت، بسبب سوء التغذية وعدم توفر الحليب والمكملات الغذائية جراء الحصار الذي...

جيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ باليستي أطلق من اليمن
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم السبت، أنه اعترض صاروخاً أُطلق من اليمن، في الوقت الذي تكثف فيه الولايات...

الداخلية بغزة تتوعد العملاء والعابثين بالأمن “بيد من حديد مهما كلف الثمن”
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام توعدت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، عملاء الاحتلال الإسرائيلي ومن يهدد أمن المواطنين وممتلكاتهم بالضرب بيد من...

الإعلام الحكومي: صحفيو غزة يحيون اليوم العالمي لحركة الصحافة بالدماء والدموع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن صحفيي القطاع يحيون اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يوافق الثالث من مايو/...