بيان في ذمة الله بعد إهمال مناشداتها بالعلاج لسنوات

على مدار عدة أعوام والمواطنة بيان سمير حشاش (43 عاما)، من مخيم بلاطة شرق نابلس، تشكو آلامها ومرضها، وتطلق المناشدات لكل الجهات من أجل علاجها وإجراء عملية زراعة رئة لها، لكن دون جدوى، واستمرت حالها بالتراجع إلى أن أعلن عن وفاتها مساء أمس الأربعاء.

وكانت بيان تشتكي من ضيق التنفس، وألم في الصدر، وسعال شديد، إضافة إلى معاناتها من تليف رئوي.

صوت غير مسموع
ولم تدخر بيان جهدا، وطرقت كل الأبواب، وكانت آخر مناشداتها لرئيس حكومة التوافق رامي حمد الله، الذي وافق على علاج حالة مشابهة وحولها للخارج، لكن صوتها بقي حبيس الأدراج الى أن رحلت مساء خامس أيام شهر رمضان المبارك.

يقول زوجها سمير، إن مرضها كان في مرحلة متقدمة حسب تقرير الدكتور أسيل طل بالمشفى العربي التخصصي، وكانت تشكو من تدني تشبع الأوكسجين في الدم، وهبوط في كريات الدم البيضاء، وكانت بحاجة إلى عملية جراحة لزراعة رئتين بأسرع وقت ممكن.

ويضيف: طرقنا كل الأبواب، ونشرنا مناشدات في كل وسائل الإعلام، وبعضها مقاطع فيديو وهي على فراش المرض، لكن هذا لم يحرك ساكنا.

صاعقة وغضب
وجاء نبأ وفاتها كالصاعقة على أبناء عائلتها وجموع أبناء مخيم بلاطة، الذين كانوا يشاهدونها وهي تموت بينهم دون توفر الإمكانية لعلاجها، بسبب إغلاق كل الأبواب أمامهم، والمماطلة من المؤسسات الطبية والخيرية.

 ولا يخفي أبناء عائلتها انزعاجهم من مماطلة وزارة الصحة في حكومة “الحمد الله”، ورفضهم الاستجابة لطلب إجراء عملية جراحية لها، وقد صبوا جام غضبهم في منشوراتهم على صفحات “الفيس بوك” على كل من تقاعس في علاجها.

وللفقيدة 8 من الأبناء ذكورا وإناثا، وقد أصرت إحدى بناتها على عدم الزواج لمساعدة أمها في أمور البيت، حيث إن المرحومة كانت غير قادرة منذ عشر سنوات على القيام بأي مهمة في البيت.

ونعت جمعية نهر العوجا الفقيدة، وأعلنت أن تشييعها سيتم بعد صلاة الظهر اليوم الخميس إلى مثواها الأخير، فيما سيفتح بيت العزاء في قاعة مسجد أولي العزم بالمخيم.