الأربعاء 03/يوليو/2024

تكية نابلس.. ملاذ فقراء المدينة في رمضان

تكية نابلس.. ملاذ فقراء المدينة في رمضان

منذ السادسة صباحًا يبدأ أبو إبراهيم بتجهيز عملية الطبخ في تكية نابلس، لتحضير الأرز واللحم، وذلك تمهيدًا لطبخ الطعام لفقراء المحافظة، والذين سيؤمون التكية ما بعد ساعات الظهيرة لأخذ وجباتهم، وباتت تكية نابلس الخيرية ملاذًا لفقراء محافظة نابلس، وعنوانًَا للطعام الساخن مع اللحم الطازج للمحرومين منه.

1200 وجبة يوميًّا
ويشير كبير الطباخين في التكية حسن إبراهيم شوفاني المكنى بأبو أبراهيم إلى أن عمله يبدأ بسلق الدجاج ونقع الأرز، تمهيدًا لعملية الطهو التي تستمر حتى الساعة الثالثة عصرًا، ويساعده في ذلك مجموعة من الطاهيات النساء.

ويؤكد أبو إبراهيم لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أنهم يعملون على تنويع أطباقهم من المنسف إلى الأوزي إلى الأرز وشوربة الخضار، والعديد من الطبخات الفلسطينية، بهدف تعويض النقص الغذائي الذي قد يعاني منه بعض الفقراء، مضيفًا أنهم يطبخون يوميًّا ما يعادل 1200 وجبة طعام، كلها تأخذ طريقها إلى بيوت أصحاب الحاجة، وهو ما يشعره بالسعادة، لكون رمضان شهر الخير والأجر والتكافل الاجتماعي.


null

أهل الخير عماد التكية
فيما يؤكد المشرف على تكية نابلس الخيرية عماد اللحام لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن “تكية نابلس جاءت امتدادًا لمشروع (موائد الرحمن) الذي تشرف عليه (لجنة زكاة نابلس) والذي ابتدأ في العام 2012، وتطور في العام 2014 إلى مشروع التكية”.

ويشير اللحام إلى أن “هدف التكية هو رفع عدد الوجبات اليومية من 1200 وجبة إلى 1500 وجبة، للوصول إلى 35 ألف وجبة على مدار شهر رمضان المبارك”.

ويتابع عماد اللحام المشرف على تكية نابلس: “إننا نعتمد في تحديد الحالات الاجتماعية المعوزة على قوائم وزارة الشؤون الاجتماعية ولجنة زكاة نابلس، إضافة لكل ما يصلنا من أهل الخير من معلومات عن أسر معوزة”.

وعن تمويل هذه التكية، يقول اللحام: “إننا نحصل على مساعدات وتبرعات من أهل الخير من الموسرين من أهالي نابلس، إما مواد عينية أو مبالغ نقدية”، مضيفًا: “ونحن نهيب بأهل الخير أن يزيدوا من عطائهم خلال هذا الشهر الفضيل لكفاية أكبر عدد من الفقراء في المحافظة”.


null

عشرات المتطوعين
وبعد انتهاء عملية الطبخ، يباشر عشرات المتطوعين بتعبئة الأرز والمرق (الشوربة) بآنية من الفلين خاصة، تعمل على المحافظة على درجة الحرارة والنظافة، ويشير اللحام إلى أن الهدف من ذلك، هو تقديم الوجبات على ذات الشاكلة لوجبات المطاعم، لتكون هدية مفرحة لأفراد الأسرة من يدي رب الأسرة وهو يدخل المنزل.

ويقول المتطوع في التكية عبد الهادي الخاروف إنه يتطوع في التكية منذ أربع سنوات، ويهدف منذ ذلك لنيل الأجر أولاً، وزيادة التكاتف والتراحم بين أفراد المجتمع الفلسطيني.

في حين أن الطالب الجامعي محمد نبيل الفار، يقول: “إنه يحب عمل الخير، والوقت الذي تحتاجه التكية فيه، هو وقت فراغ بالنسبة له؛ حيث يأتي لمساعدة زملائه بتعبئة الأطعمة وتغليفها، ووضع كل عدد من الوجبات بكيس واحد، بحسب عدد الأسر المرصودة في كشف لجنة الزكاة، ومن ثم يبدأون بعدها بتسليمها تباعًا لكل من يحمل كوبون استلام الوجبات في ذلك اليوم”.


null

أمل الفقراء
ولا يخفي المسن “ن ، ر” فرحته وهو يتناول طرد عائلته ليعود به إلى المنزل؛ حيث يقول: “إنه والد لسبع بنات، إحداهن طلقت حديثًا من زوجها، وهن جميعًا أمانة في عنقه، ويجب أن ينفق عليهن، لكن الإنفاق عليهن يثقل كاهله، ووجبة التكية تخفف عنه قليلاً من ذلك العبء”.

فيما شكر (ش،ي) التكية لمشروعها هذا وقال: “إنه عامل مياومة وهو ينفق جل دخله على والدته المريضة، لشراء الأدوية لها، وما تقدمه التكية يخفف عبئًا ليس بالقليل من حاجته، لكنه تمنى أن تواصل التكية عملها على مدار العام، ولا تقتصر على شهر رمضان المبارك”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة طفل واعتقال شاب في الخليل

إصابة طفل واعتقال شاب في الخليل

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب طفل برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، في مدينة الخليل بالضفة الغربية. وقال الهلال الأحمر...