الجمعة 28/يونيو/2024

عين مغرفة.. قبلة الصائمين في سلفيت

عين مغرفة.. قبلة الصائمين في سلفيت

برغم توفر مياه الشرب في منازل مواطني سلفيت؛ إلا أن الكثيرين منهم يفضلون الذهاب بنزهة خفيفة قبل موعد الإفطار من كل يوم إلى عين مغرفة جنوب المدينة، ذات النبع الصافي والمياه المعدنية الطبيعية؛ لتكون أول ما يشربونه على  موعد الإفطار.

وقبل ساعة من الإفطار، وفي جو لطيف ونسمات من الهواء الطلق؛ يتقاطر الفتية والرجال والشبان من مختلف مناطق مدينة سلفيت؛ للتزود من نبع المياه المجانية التي وهبتها الطبيعة ولا تنضب، في صورة ولوحة فنية جميلة جدا تعيد للمرء صورة للماضي الجميل؛ بتقاليد تراثية ممزوجة بعبق التاريخ.

مذاق خاص

وصارت مياه نبع العين القبلية أو عين مغرفة في سلفيت، قبلة للصائمين في رمضان، فيتقاطر عليها المواطنون ليقوموا بتعبئة عبوات من المياه مباشرة من النبع.

يقول المواطن أحمد عبد الله لمراسلنا: “صحيح أن المياه متوفرة في منازلنا؛ لكن طعم مياه النبع الصافي من عين مغرفة له مذاق خاص، عدا عن الترويح عن النفس خلال الذهاب بنزهة إلى العين مشيا على الأقدام؛ حيث زقزقة العصافير، ومنظر الطيور الجميل على الأشجار، ورائحة الأزهار الصيفية والهواء المنعش، فصارت تقليدا رمضانيا محببا لي وللكثيرين”.

بدوره، رب الأسرة علي الخالدي يقول عن سبب ذهابه إلى نبع عين مغرفة، مع أن المياه البلدية متوفرة ولا تنقطع عن منزله: “مياه العين القبلية لا تضاهيها نوعية مياه أخرى، سواء كانت معبأة أو معدنية ولا حتى نبع آخر؛ فهي تحتوي على عناصر طبيعية صافية بفعل احتكاكها بالصخر، وتروي العطشان، وهي باردة مع أن الحر شديد، وشهية مع الإفطار في رمضان، ولها مذاقها الخاص بغليها مع القهوة أو الشاي”.

ذكريات الماضي

وعن سبب تفضيلها لمياه النبع، وتعبئتها لخمس قناني بلاستيكية منها دفعة واحدة، تقول ربة الأسرة منى خليل، بأن نبع العين القبلية يشكل التراث وذكريات الماضي الجميلة، وأن الوصول إلى نبع العين يشكل رحلة وتغيير جو في الهواء الطلق الرمضاني، والتخلص من نكد الحياة وضغوطاتها، وتعبئة كمية كبيرة منها لأنني لا أقدر أن آتي إليها كل يوم.

ولكثرة المناشدات لترميم عين مغرفة والعيون التي بجوارها؛ فقد وضعت بلدية سلفيت جدار حماية من الحديد حولها، واعِدةً بجعلها معلما سياحيا بارزا في المدينة، والتي وصفت بأنها أجمل المناطق الطبيعية، لما تحويه من مناظر طبيعية جميلة.

نهب المياه

بدوره قال الباحث في شؤون الاستيطان د. خالد معالي إنه يخشى من توقف مياه نبع عين مغرفة وبقية ينابيع سلفيت، والتي أخذت بالنضوب بشكل عام؛ نتيجة لنهب المياه الجوفية لمحافظة سلفيت لصالح المستوطنات.

ولفت معالي إلى أن المستوطنين استولوا على ينابيع تقع داخل المستوطنات، وأن مستوطنين يطردون بين فترة وأخرى المواطنين الفلسطينيين من حول الينابيع خارج المستوطنات، والتي تقع بين جبال وتلال الضفة، وأحيانا يسبحون فيها وهم عراة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات