تبادل الأراضي.. خطة الجيش الصهيوني بعصا ترمب

شكلت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للشرق الأوسط، محاولة لفرض سياسة جديدة تصب في مصلحة مخططات الكيان وإن ادعى الطرفان غير ذلك؛ حيث كشف الكاتب الإسرائيلي أليكس فيشمان جزءًا من هذه المخططات.

قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” تابع ما كتبه أليكس فيشمان في صحيفة يديعوت احرونوت تحت عنوان “شمال الضفة الغربية هي البداية”.

خطة حساسة
استهل الكاتب مقاله: “كان من المفترض أن تنظم بعيداً عن أعين الإعلام جولة سرية حساسة جداً من الناحية السياسية يقوم بها جيسون جرينبلت مبعوث الرئيس ترمب للشرق الأوسط في شمال الضفة، وتحديداً في المنطقة التي أخلتها إسرائيل في انسحاب 2005”.

وتابع: “ترمب أشار إلى أن شمال الضفة هو منطقة يمكن لإسرائيل أن تقوم فيها بخطوة والتي من خلالها توضح للعالم العربي أنها ملتزمة بحل الدولتين؛ الحديث يدور عن نقل مناطق تحت السيادة الإسرائيلية إلى سيادة السلطة الفلسطينية الجزئية المدنية فقط، وبكلمة أوضح، نقل مناطق c وتحويلها إلى b”.

وبين أنه: “من ناحية الإدارة الأمريكية فإن هذه الخطوة تعد ممكنة بالنسبة لإسرائيل ومن جملتها صفقة الحزمة الكبيرة مع العالم العربي”.

وأضاف فيشمان أن: “جرينبلت طلب أن يرافقه مردخاي فولي منسق حكومة الاحتلال بالضفة وغزة في هذه الجولة، وفولي لم يكن يتصور أن يقوم بهذه الجولة دون موافقة نتنياهو وليبرمان، والذين يعرفون ما الذي يريد أن يفحصه جرينبلت، حيث نفى مكتب نتنياهو، وقال إن هذا العرض الذي طلبه الأمريكان القاضي بنقل مناطق، بعيد عن الحقيقة”.

وأوضح الكاتب أنه: “يوم الأربعاء الماضي تسرب إلى القناة العبرية العاشرة أن الأمريكان طرحوا نقل المناطق في شمال الضفة، وألغيت بالتالي جولة المبعوث الأمريكي، بعدها التقى المبعوث نتنياهو،  ومن الجدير ذكره أن لإسرائيل دورا في الصفقة الشرق أوسطية التي تصاغ حالياً”.

وزعم الكاتب أن “جرينبلت أبلغ الفلسطينيين بأن ما يوجد في الأوراق الخاصة بهم: “إعادة تعريف لأراضي الضفة الغربية” والحديث لا يدور عن تغييرات جوهرية على الأرض، إنما أراضي صغيرة، شيء رمزي كي يظهر للعالم العربي أن إسرائيل مستعدة لخيار الدولتين وملتزمة به ليس بالكلام فقط، ولا يوجد نية لديها لضم الضفة”.

خطة عسكرية بامتياز
إلى جانب ذلك، فإن الأمريكان يطرحون شيئاً كان قد غرّد به في أروقة وزارة الجيش ضمن سياسة ليبرمان “العصا والجزيرة”، والقائمة على تبييض منازل فلسطينية ينظر إليها الاحتلال على أنها غير قانونية، والحديث يدور عن 20 ألف مبنى، صدر على 13 ألف منها أمر هدم، فيما نفذ الهدم بحق 3500 مبنى، وفق الكاتب.

وقال: “الفكرة التي سوقها الجيش لليبرمان تبناها الأميركيون، بحيث إنهم بيّضوا وفي نفس الوقت أعلنوا عن نقل مناطق من c إلى b، والحديث يدور عن نقاط صغيرة”.

وأضاف: “الأمريكان يطلبون من السلطة الفلسطينية أيضاً طلباً غير ممكن للحظة الحالية، ويتمثل بإخراج التعاون الأمني بين إسرائيل والسلطة من الخفاء والسرية إلى العلن، ومنع نقل الأموال إلى الأسرى والشهداء وعائلاتهم”.

وتابع: “أميركا طلبت من السعودية تطبيع العلاقات مع إسرائيل مثل فتح خطوط اتصال مباشر، وفتح المجال أمام رجال أعمال إسرائيليين لإقامة مصالح تجارية في السعودية، والسماح للطائرات الإسرائيلية بالهبوط في السعودية في طريقها للشرق الأقصى”.

واختتم الكاتب الإسرائيلي المقال بالقول: “جرانبيلت بقي في المنطقة للتأكد من أن كل طرف قام بما طلب منه دون تملص، ويتم التخطيط لعقد قمة في واشنطن، وبعدها انطلاق مفاوضات في وقت واحد بين العالم العربي برئاسة السعودية وإسرائيل من جهة، والسلطة وإسرائيل من جهة أخرى، ومقربون من ترمب يضغطون كي تكون القمة خلال شهر، حتى يطرح الإنجاز أمام المجتمع الدولي، ويبدو أن إسرائيل ستكون تحت ضغط كبير من صديقها الحميم داخل البيت الأبيض”.

خطة التنازلات
محلل الشؤون الصهيونية في “المركز الفلسطيني للإعلام” عقب على هذه الخطة قائلا: “الخطة طبخت في أروقة جيش الكيان بمساعدة مسؤول الشؤون المدنية مردخاي فولي وتم تسويقها للأمريكان  من أجل دعمها وتبنيها”.

وأضاف المحلل أن “الأمريكان في وقت سابق اشترطوا على السلطة الفلسطينية جملة من التنازلات مقابل استئناف المفاوضات بينهم وبين الأمريكان من جهة ومع الإسرائيليين من الجهة الأخرى، وزيارة  ترمب شكلت تقدما ضاغطا من الأمريكان للسلطة بقبول أغلب شروطها”.

وأكد أن “مبادلة الأراضي هي فكرة قديمة جديدة تطرح من وقت لآخر لإجهاض أي حق للفلسطينيين في هذه الأراضي، واستنزاف أي طاقة تطالب بوقف الاستيطان؛ حيث تشكل هذه الخطة المطروحة شكلا من أشكال شرعنة الاستيطان”.

وتوقع أن تحمل الأيام المقبلة ممارسات ستتخذها السلطة الفلسطينية من اجل إثبات تنفيذها للإملاءات الأمريكية والتي كان أولها قطع مخصصات عدد من الأسرى المحررين، وتخفيض مخصصات عدد آخر.