​​سوق الزاوية يروي قصة غزة مع رمضان

لا يحبذ المواطن أبو محمد سليم (38 عاماً) شراء الحلوى الرمضانية الشهيرة “القطايف” إلا من سوق الزاوية، ويقول: “لا أجد طعماً لرمضان إلا هنا”، مبيناً أنّ الآثار التاريخية والملامح القديمة تبعث الراحة والهدوء في نفس الإنسان.

فيما تشاطره المواطنة أم يونس، وهي ترافق أبناءها ذات الشعور، وتقول، لمراسلنا: “في كل يوم أنزل إلى سوق الزاوية، أشتري الروكة (الجرجير)، الجرادة، واحتياجاتي اليومية في رمضان”.

ويرجع التاجر أبو رامي البيطار (أحد أشهر تجار سوق الزاوية)، شوق الناس لسوق الزاوية في رمضان، “كونه ضاربا بجذور التاريخ يذكرهم بحضارات المسلمين وبالماضي القديم الجميل”، ويزيد: “كما أنّ تلبية السوق لاحتياجات المواطنين كافة، يجعله أيضاً مفضلاً لهم عن الأسواق الأخرى”.

ويحوي سوق الزاوية على العديد من المتاجر التي تشتهر بالعطارة، فبداياته كانت على هذا النحو، ثم توسع مع مرور الزمان ليشمل متاجر لبيع الخضار والفواكه واللحوم والمنظفات والمعلبات وغيرها.

ويعدّ سوق الزاوية من أقدم أسواق قطاع غزة، يقصده الصائمون في الشهر الكريم، ليس فقط من أجل التسوق، بل عبوراً منه لأداء الصلوات في المسجد العمري الكبير الذي يتوسطه.

null
nullالمكان والتاريخ
ويقع سوق الزاوية في وسط مدينة غزة فيما يُعرف بـ”البلدة القديمة”، يحده من الشرق المسجد العمري الكبير، ومن الجنوب شارع عمر المختار الممتد من حي الشجاعية شرقاً وحتى ميناء غزة غرباً، كما يحده من الشمال شارع الوحدة أبرز شوارع المدينة، فيما يحده من الغرب ميدان فلسطين المعروف بـ”الساحة” بين أهالي غزة، حيث يرتاده مئات الآلاف من الفلسطينيين بشكل يومي.

ويُعرف سوق الزاوية، كأحد المناطق الأثرية التي أقيمت في البلدة القديمة، كما يمثل نمطاً معمارياً وهندسياً يلائم الأجواء وظروف المناخ، (لازالت بعض المتاجر التي تتوسطه تحتفظ بالآثار العمرانية القديمة).

null
سوق الزاوية
ويتألف سوق الزاوية  من 18 حانوتاً أو دكاناً، ويقابلها على الناحية الأخرى حوالي 16 حانوتاً آخر، وجميعها ذات سقف معقود بعقود متقاطعة، ويصل عمق الحانوت أو الدكان الواحد نحو 2.7 متراً.

وبعد أن توسع السوق، فإن المحال داخله تنوعت إلى محال لبيع العطارة والخضار والفواكه والدواجن والأسماك واللحوم وغير ذلك، ولعل أهم ما يميزه محال العطارة الموجودة بكثرة في هذا المكان التاريخي، التي تعدّ ملاذا لبعض المرضى”.

null
null
null