الخميس 08/مايو/2025

عائلة حماد.. مائدة رمضان بغياب الأب وأبنائه الثلاثة!

عائلة حماد.. مائدة رمضان بغياب الأب وأبنائه الثلاثة!

رغم أن لها ستة من الأبناء والبنات، إلا أن والدة الشهيد أنس بسام حماد من بلدة سلواد شرق رام الله تجلس وحيدة على مائدة الإفطار، فأطفالها الثلاثة محمد وشيماء وساجدة، يرفضون الدخول إلى البيت وتناول الإفطار في ظل غياب والدهم وأشقائهم الثلاثة البكور شهداء وأسرى، ويمضون معظم وقتهم لدى أقاربهم.

وتؤكد أم أنس حماد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “أن رمضان هذا العام هو الأقسى الذي يمر عليها، فهي تجلس وحيدة على مائدة الإفطار، وبالكاد تتناول ما يسد رمقها، بعد غياب الجميع عن مائدتها، فقد اعتقل الاحتلال زوجها بسام حماد، ونجلها الثاني عبد الرحيم، وابنتها تقوى بعد أن أصابها بالرصاص، فيما يغيب بكرها أنس شهيداً بعد تنفيذه عملية دهس قبل عام ونصف العام”.

وتؤكد أم أنس: “أن أطفالها الثلاثة، محمد (14 عاماً) وشيماء (9 أعوام) وساجدة (ثلاث سنوات ونصف)، يرفضون الدخول للبيت إلا للنوم، ويمضون أغلب أوقاتهم عند خالتهم أو عمهم القريب من بيتنا، ويتناولون طعامهم عندهم ليعوضوا غياب والدهم وأشقائهم عن مائدة الطعام”.


null

وتشير أم أنس إلى أنه “رغم أن الاحتلال غيب زوجها كثيراً عنها في أجواء رمضان، لاعتقاله تسع مرات بما مجموعه سبع سنوات، إلا أن رمضان هذا العام، هو الأقسى الذي يمر عليها، لغياب أربعة من أفراد الأسرة، وهو ما شعر بقسوته حتى الأطفال”.

 مضيفة ” لقد اعتقل الاحتلال زوجي بعد 10 أيام فقط على تنفيذ نجلي الشهيد أنس (23 عاماً) عملية الدهس الاستشهادية في 4 كانون الأول عام 2015، فيما اعتقل شقيقه الثاني عبد الرحيم (22 عاماً) في 4 نيسان أبريل من العام الماضي، وأفرج عنه أول أيام رمضان الماضي، واعتقلوه ثانية نهايته، وما زال حتى اللحظة معتقلاً”.

وتتابع القول: “لكن ما ضاعف المشهد قساوة هو اعتقال ابنتها تقوى (19 عاماً) قبل أسبوع تقريباً في 23 مايو أيار الحالي بعد أن أطلق جنود الاحتلال النار على  رجلها لدى تواجدها على مدخل البلدة، ولم أطمئن حتى اللحظة على وضعها الصحي، إضافة لكونها فتاة، وهي ما تزال على مقاعد الدراسة في الثانوية العامة”.

وتصف أم أنس شهر رمضان الحالي بـ”الأكثر مرارة في حياتي كلها، إنه الأصعب، فالشهيد عند ربه ونحن فخورون به، لكني اليوم أفتقد ثلاثة من رجالي، وليس واحدًا فقط، إضافة لابنتي، والجميع يعرف ماذا يعني أن تعتقل فتاة؟!!”، وتضيف بحزن: “إن مائدتي فارغة من حضورهم، ومن بهجة أصواتهم، ومن طلباتهم ومزاحهم ونكاتهم”.

وعن هدف الاحتلال من التنكيل بعوائل الشهداء، تؤكد والدة أم أنس حماد: “إن هدف الاحتلال هو معاقبة ذوي الشهداء على ما قام به أبناؤهم، والحال الذي نحن عليه هو حال الكثير من أسر الشهداء، لكنا صابرون محتسبون، ونسأل الله لنا الثبات، ولزوجي وأبنائي الثبات والحرية، ولتقوى الشفاء”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات