على أبواب رمضان.. الركود يخنق أسواق غزة

محتاراً يقف البائع محمد سليمان (28 عاماً) وهو يقلب ويرتب بضاعته الجديدة التي جلبها من أجل موسم شهر رمضان، منتظراً اتساع الحركة التجارية، والطلب على المنتجات، غير أنّ الأسواق وحركة الشراء لا تشجعه على جلب المزيد منها.

ورغم أن يومين تفصلنا عن حلول الشهر، إلا أنّ التجار في أسواق غزة لم يرقبوا إلا حركة شرائية ضعيفة وضئيلة، مقدرين في الوقت ذاته الأوضاع الصعبة التي يمر بها الموظفون، وفئات المجتمع بشكلٍ عام.

كحال صاحب أحد أكبر محلات السوبر ماركت بغزة، الذي أكّد لمراسلنا، أنّ الحالة الشرائية تضاءلت وتراجعت كثيراً عن الأعوام الماضية مع حلول موسم رمضان.

المواطن الموظف علي غزال (38 عاماً) يتجنب بحسب حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” شراء أي حاجيات سوى الضروريات، مبيناً أنّ قدرته على شراء العديد من الأصناف الرمضانية ليست كما هو الحال في الأعوام السابقة.

وتشاطره المواطنة أم أسامة حامد، التي همّت بشراء بعض الحاجيات لمنزلها، مؤكّدة أن الأجواء الرمضانية لم تعد كحالها في الأعوام الماضية، لافتةً إلى الحصار والانقسام وإجراءات السلطة بحق غزة أثرت بشكل كبير على قدرة المواطنين على الشراء.

واتخذ رئيس السلطة محمود عباس خطوات غير مسبوقة ضد قطاع غزة قبيل شهر رمضان، كان أبرزها خصم ما تزيد نسبته عن 30 -50% من رواتب الموظفين لأول مرة منذ الانقسام، وقطع رواتب عشرات آخرين، بالإضافة إلى إغلاق مكتب منظمة التعاون الإسلامي الذي يمثل شريان حياة لآلاف الأسر والعائلات المنكوبة أصلاً، عدا عن التحكم وتقليص التمويل عن العديد من مؤسسات المجتمع المدني وغيرها.

خسارة اقتصادية
المختص في الشأن الاقتصادي لؤي رجب، أكّد أن استمرار الحصار منذ ما يزيد عن عشر سنوات، والانقسام، أثّرا بشكل كبير على الوضع الاقتصادي بشكل عام، وعلى الحالة الشرائية والاقتصادية قبيل رمضان.

وأشار رجب في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الحصار رفع حصة العائلات التي انضوت تحت خط الفقر، مبيناً أن آخر الإحصاءات تظهر ارتفاع نسبة الفقر إلى أكثر من 65%، فيما تجاوزت البطالة نسبة 41%، بمعدل 200 ألف عاطل عن العمل.

ويوضح المختص في الشأن الاقتصادي، أن ضعف القوة الشرائية لدى المواطنين في غزة، سيلقي بظلاله على العلاقات الاجتماعية بين المواطنين؛ حيث سيثقل كاهل المواطن بالزيارات الرمضانية للأقارب والمعارف.