الإثنين 05/مايو/2025

مهرجان الفقوس.. موسم وفير ينقصه الدعم والتسويق

مهرجان الفقوس.. موسم وفير ينقصه الدعم والتسويق

لوحة فنية رائعة الجمال خضراء اللون.. لم يخطها رسام وتعجز أمهرهم، هي صورة سهل دير بلوط غرب سلفيت، المزروع بمختلف أنواع الحبوب والخضار، إلا أن ما يميزه هو موسم الفقوس الذي يقام فيه مهرجان عند حلوله، والذي يدر دخلاً وفيرًا على البلدة معززًا بذلك مقاومة الاستيطان المتسارع ومحاربًا للفقر أيضًا.

وتشدك صورة الفلاحات الفلسطينيات من بلدة دير بلوط وهن يقمن بقطف وجمع ثمار الفقوس وتسعد الناظرين؛ كما يقول الموظف عارف علي من مدينة نابلس، والذي قدم من نابلس وقطع قرابة 30 كيلو مترا من أجل شراء ثمار الفقوس الطازجة كي يستخدم جزءًا منها ويدخر الجزء الآخر لشهر رمضان عبر عمل المخللات.

نساء بلدة دير بلوط لا يشكين الفقر بسبب الموسم الوفير، ولكن يشكين من صعوبة التسويق؛ حيث يطالب كمال موسى رئيس البلدية بتسويق منتوجات المزارعين ومساعدة الجهات المعنية في ذلك. ويعد مهرجان الفقوس الذي اختتم قبل يومين ناجحًا في تسويق الموسم، ولكنه بحاجة للمزيد.

استهداف استيطاني

ويؤكد موسى على أن الاستيطان يستهدف أراضي دير بلوط الزراعية من الجهة الشرقية للبلدة، وأنه تم دفن أشجار وتخريب أراض تتبع للبلدة من مستوطني “ليشم” الذين يتقدمون بمستوطنتهم ببطء نحو البلدة.

وتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “هناك تحد واضح وإصرار من الفلاح والمزارع الفلسطيني في دير بلوط للصمود فوق أرضه وزراعتها ليعتاش منها، وهو ما يستدعي تقديم مزيد من الدعم والمساندة لمزارعي البلدة من خلال تنفيذ مشاريع زراعية من شأنها تعزيز وجود المزارعين فوق أرضهم وحمايتها من مطامع وممارسات الاحتلال ومستوطنيه”.

ويتراوح سعر الكيلو من الفقوس حاليًّا بين 3 : 7 شيكل، وذلك بحسب كبر وصغر ثمار الفوقس ومدى نضوجه وساعة قطفه.

موسم ناجح

وعن أفضلية موسم الفقوس، تقول سناء الحسن، والتي تعدّ موسم الفقوس موسم الحصاد بالنسبة لها،: “هناك من لا يزرع الفقوس، ولكن لطبيعة الأرض الرطبة فإن الفقوس من أنجح المواسم؛ فهو الأفضل من حيث السعر والوفرة، فبينما كان سعره وصل في بداية الموسم إلى 10 شيكل، فإن سعر ثلاث كيلو غرام يبلغ الآن عشرة شيكل”.

وتضيف: “الكثير من الزبائن يأتون حتى من المدن مثل رام الله ونابلس؛ ولكن الأكثرية هي من القرى المجاورة؛ حيث زاد الطلب على الفقوس لاقتراب شهر رمضان الكريم”.

ويصف أحد المشترين من رام الله، مذاق الفقوس فيقول: “فقوس دير بلوط مميز، فهو ذو ذاق خاص وشكل خاص، وهو فقوس عضوي بدون أي كيماويات، ولو كان الكيلو أغلي من السوق فسأبقى أشتريه، لأنه يبقى الأفضل والأجود والألذ مذاقًا”.

وعن هموم مزارعي دير بلوط، يقول أحمد عبد الله: “المشاكل كثيرة، أهمها انتشار الخنازير البرية التي يطلقها المستوطنون لإتلاف حقولهم، وكذلك التوسع الاستيطاني نحو السهل والذي قد يصادره الاحتلال إن بقي التوسع الاستيطاني كما هو”.

وعلى بعد عشرات ومئات الأمتار ترى بالعين المجردة من الجهة الشرقية جرافات المستوطنين في مستوطنة “ليشم” المجاورة، وهي تجرف الأراضي حول سهل دير بلوط.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات