الثلاثاء 02/يوليو/2024

حماس في دائرة الإرهاب.. كلاكيت أمريكي لخلط الأوراق

حماس في دائرة الإرهاب.. كلاكيت أمريكي لخلط الأوراق

لا جديد مهم في وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لحماس بـ”الإرهاب” سوى مغازلة “إسرائيل”، ومحاولة تجريم مقاومة الشعب الفلسطيني المشروعة ضد الاحتلال من قلب عاصمة عربية.

مراقبون للمشهد السياسي العربي، وصفوا قمة ترمب في السعودية أنها كانت قمة صفقات اقتصادية بامتياز، وتجاهلت هموم ومعاناة الشعوب العربية، ومعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.

وكان ترمب ألقى خطابا أمس من العاصمة السعودية الرياض، ووصف فيه حركة حماس إضافة لتنظيمات أخرى بأنها تمارس الإرهاب، الأمر الذي لاقى رفضا فلسطينيا واسعا.

ورفضت حماس تصريحات الرئيس الأمريكي ترمب التي وصف فيها المقاومة بالإرهاب، وعدت ذلك “انحيازا للاحتلال”، مؤكدة أنها حركة تحرر وطني تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني في حين جددت الفصائل الفلسطينية استنكارها لوصف المقاومة بالإرهاب.

حماس والمقاومة
الجديد في وصف حماس بالإرهاب حسب تصوّر رائد نعيرات المحلل السياسي أنه جاء أمام 55 قائدا عربيا وإسلاميا بعضهم مختلف مع حماس، وبعضهم متفق معها جزئياً، مشككاً في جدوى كلام ترمب.

ويضيف: “المهم ما هو المقبل من سياسات تلك الدول على كلام ترمب، وهل ستكون مواقفها صلبة أم ستكون غير واضحة تجاه فلسطين والمقاومة، وغياب تركيا عن القمة عامل تفاؤل له بعد مهم؛ فهي مؤثرة في سياسة المنطقة”.

أما أحمد رفيق عوض المحلل السياسي، فيرى أن وصف ترمب لحماس بالإرهاب ليس إلا خلطاً للأوراق وإرضاء لـ”إسرائيل”، لأن حماس ليس لها علاقة بنهج “داعش” ولا تشبه “حزب الله” في مشروعه، وفق قوله.

ويتابع: “ترمب في خطابه قال للعرب المشكلة عندكم مع إيران وليس إسرائيل، ولم يصدُق حين قال إن الخلاف على الأرض وليس دينياً في حين تعمل إسرائيل على يهودية الدولة وتقتحم الأقصى دوماً”.

ولا تزال حماس مصنّفة في الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الغربية المؤثّرة على قوائم الإرهاب، وهو ما يقلّل من جدوى ما يقال اليوم على لسان ترمب.

ويقول مصطفى الصوّاف المحلل السياسي إن ترمب ليس فقط منحازا لـ”إسرائيل” في قضية المقاومة الفلسطينية، بل يتبنى موقفها كاملاً.

ويتابع: “كل خطاب ترمب لم يتطرق للحقوق الفلسطينية كأولوية، وكان الكلام مغازلة وإطراء فقط للعرب، ومحاولة إخافتهم من إيران والإرهاب في زيارة وقمة أقرب لرجال الأعمال منها للرؤساء”.

مؤتمر الإرهاب
القيادة المصرية والسعودية حاولت حفظ ماء وجهها حين جددت التأكيد على المبادرة العربية، في حين لم يذكر ترمب الاحتلال “الإسرائيلي” الذي يتفق معه في وصف حماس بالإرهاب

وقبل 21 عاما عقدت الولايات المتحدة الأمريكية وأصدقاؤها مؤتمر شرم الشيخ (1996)، لضخ الأكسجين في اتفاق أوسلو الموشك على الموت، وإنقاذ عملية التسوية تحت شعار محاربة الإرهاب.

ويؤكد رائد نعيرات المحلل السياسي أن مؤتمر شرم الشيخ الذي وصف مقاومة حماس للاحتلال يومها، كان من أجل إنقاذ مشروع سياسي حاول فيه الأمريكان إنقاذ أوسلو قبل صعود نتنياهو على سدّة الحكم، في حين يأتي إدانة ترمب اليوم للمقاومة في غياب مشروع سياسي واضح.

وفي مؤتمر شرم الشيخ (1996) كانت “إسرائيل” تشكو من العمليات الفدائية الفلسطينية التي وقعت بعد هجمات وعدوان صهيوني منظم، بينما تعيش اليوم غزة (2017) تحت الحصار والفقر، ويجري الاحتلال تهويداً منظماً للقدس والضفة، ويعطّل التسوية بالكامل.

ويقول المحلل عوض إن مؤتمر شرم الشيخ في التسعينات جرى في أجواء مختلفة، وافتقد للجداول الزمنية، وتخلله خلافات بين دول عربية في حين تفكر مصر بإبقاء علاقة مع إيران.

ويتابع: “صحيح تعرضت حماس بعد مؤتمر 96 لهجمة لكن اليوم لا أتوقع شيئا عمليا جديدا بعد كلام ترمب، فهو كان مهتما بالاتفاقيات والمال، وتشغيل القطاع الخاص الأمريكي أكثر شيء”.

ويقول المحلل الصوّاف إن وصف حماس بالإرهاب عام (2017) مختلف بالكلية عن عام (1996)؛ فرغم بقائها مصنّفة على قائمة الإرهاب نجحت حماس في الصمود وتطوير أدواتها، وحتى خطابها السياسي للعالم من حولها، الذي أصدرت معه وثيقة جديدة، نالت رضا كثير من الدول في العالم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة مستوطن بعملية إطلاق نار قرب نابلس

إصابة مستوطن بعملية إطلاق نار قرب نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب مستوطن بعملية إطلاق نار -الثلاثاء- بالقرب من مستوطنة "هار براخ" المقامة عنوة على أراضي المواطنين في قريتي...