الثلاثاء 25/يونيو/2024

إضراب أمهات الأسرى.. استحضار للمعاناة يقود التضامن الشعبي

إضراب أمهات الأسرى.. استحضار للمعاناة يقود التضامن الشعبي

بعد ثلاثة أيام من الإضراب المتواصل عن الطعام، نقلت الستينية أم عصام بني عودة والدة الأسير عبد السلام إلى المستشفى التركي بمدينة طوباس بعد انخفاض حادٍّ في ضغطها، والسكر في دمها، لدخولها في إضراب عن الطعام مؤازرة لنجلها.

وتؤكد والدة الأسير عبد السلام المحكوم بالسجن ثلاثين عاماً، أنها رغم عدم قدرتها على الإضراب الكامل مع الأسرى في سجون الاحتلال، لمعاناتها من الضغط والسكري، إلا أنها الآن تضرب إضراباً جزئياً، حتى تشعر بما يشعر به الأسرى في السجون من جوع وعطش وحرمان، وهم يتجاوزون شهرهم الأول في الإضراب عن الطعام.

وتتابع أم عصام لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “منذ بداية الإضراب لم نوقد ناراً في المنزل لصنع طعام، وكل مشاعري وحواسي مع نجلي وبقية الأسرى، أشعر بجوعهم وعطشهم وألمهم، وأرى أنه من المعيب علينا أن نطبخ الطعام والأسرى يتضورون جوعاً”.

فيما تشير والدة الأسير وائل طبلت لمراسلنا: “أنها أضربت عن الطعام أسبوعاً كاملاً مع نجلها المحكوم بالسجن ثلاثين عاماً، وظلت مع العديد من أمهات الأسرى يبتن ليلهن في خيمة أهالي الأسرى، إلا أن الأطباء أجبروها على كسر إضرابها، لكنها تواصل الحضور اليومي لخيمة التضامن”، وتؤكد: “أن حالها هو حال كل أمهات الأسرى في سجون الاحتلال”.

وعن سبب إضرابها رغم عدم تأثيره على السجان تقول: “كل أم عندما كان ولدها صغيراً لا تستطيع تناول طعام حتى تطمئن أنه قد شبع، ولما كبروا فهم اليوم مسلوبو الإرادة كما كانوا في طفولتهم، فكيف لنا أن نشبع وأبناؤنا جوعى”.

تفاعل صادق
عضو اللجنة الوطنية لدعم الأسرى في نابلس، والأسير المحررعمر عفانة يقول “إن تفاعل أمهات الأسرى مع أبنائهم، هو تفاعل نابع من القلب وانتماء صادق، وكل أم بإمكانها أن تصمد أياماً طويلة هنا، وهناك الكثير من الأمهات أضربن عن الطعام لولا تردي حالتهن الصحية، وحتى بعدما أُجبرن على فك إضرابهن، هن صائمات بأغلب أيامهن”.

ويضيف عفانة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “نحن معهن في خيمة التضامن نرى حالهن ونتألم عليهن، لأننا خضنا التجربة الاعتقالية وهكذا كانت أمهاتنا”.

ويقول: “نحن كمتضامنين يجب أن نؤازر أمهات الأسرى لأنهن السند القوي لهذه القضية، ومن يعتقد أن معاناة الأمهات أقل من معاناة الأسرى مع أبنائهن في السجون فهو واهم، فحالة الضغط النفسي الذي تعيشه عوائل الأسرى لا يعلم بها إلا الله”.

تقصير من الجميع
وقال عمر عفانة: “إن أكثر ما يؤلم أمهات الأسرى هو شعورهن بحالة انسلاخ المجتمع عن معاناتهن، فهن يشعرن أن أبناءهن ضحوا لله والوطن أولاً، ولحرية هذا الشعب، فعليهم أن يقفوا معهن في مصابهن”.

وتساءلت والدة المعتقل وائل طبلت: “ماذا ينتظر العالم، هل ينتظر خروج أبنائنا جثامين، هذه أرواح، ويكفي أنهم مأسورون، ويجب على العالم العمل لتحقيق مطالبهم، ومطالب الأسرى هي الحد الأدنى من الحقوق”.

وتشير: “بيوتنا باتت شبه مهجورة، نتواجد دائماً في خيم الاعتصام ننتظر أي خبر عن أبنائنا، ولا يوجد من يوصل لنا حتى الأخبار، لا المسؤولون ولا حتى الصليب الأحمر”. 

وتقول غاضبة: “إن حصل لأبنائنا أي مكروه، فلن نسامح أحدا، وعندها سيكون الجميع مشترك في قتلهم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات