الإثنين 08/يوليو/2024

المالحة.. قرية هُجّر أهلها فحُفرت صورها في قلوبهم

المالحة.. قرية هُجّر أهلها فحُفرت صورها في قلوبهم

قرية المالحة جنوب مدينة القدس المحتلة هي إحدى القرى التي هُجّر أهلها منها عام 1948م، والتي أصبحت أحد ضواحيها مع مرور السنين والعقود، إذ تبعد عن مركز مدينة القدس خمسة كيلومترات.

وتقع “المالحة” على سفح تلة جبلية مرتفعة يحدها من الشرق بيت صفافا، والقطمون، ومن الغرب قريتا عين كارم والجورة، ومن الشمال أراضي لفتا ودير ياسين، ومن الجنوب أراضي بيت جالا وشرفات.

لن ننسى
كان عدد سكان القرية قبل النكبة نحو ألفي نسمة، أما اليوم فارتفع العدد إلى 15 ألف نسمة معظمهم يقطنون في محافظة بيت لحم، وجميعهم ترنو عيونهم نحو قريتهم التي لا تبعد عنهم سوى بضعة كيلومترات، لكنهم محرومون من الوصول إليها، حيث حولها الاحتلال إلى مركز اقتصادي وسياسي إذ يوجد فيها العديد من المباني الحكومية، هذا عدا عن المساكن الفاخرة والشركات.

 اللاجئ الشيخ جمعة قال “إن كل هذه التغييرات والإجراءات في القرية وحولها لن تجعلنا ننساها على الإطلاق، فكل سنة تمر نتعلق بها أكثر نحن أهالي القرية شيبًا وشبانًا وأطفالًا؛ فهي أرض الآباء والأجداد الذين ماتوا في القرية ودفنوا فيها”.

وأضاف:” المقبرة لا تزال هناك رغم أن قوات الاحتلال جرفت القسم الأكبر منها، لكن كل ذلك لا يمكن أن يمحو التاريخ والذاكرة؛ فأرواح موتانا وإن جرفت قبورهم فهي تحلق في المكان تحرسه وتبعث الرسائل للأجيال القادمة ومفادها لا تنسوا هذا المكان، ولا تجعلوا عيونكم تبعد عنه، فملاذكم الأخير فيها أيها الأبناء والأحفاد”.

نكبة وحق لا يضيع

ويقطن الشيخ جمعة في مخيم الدهيشة للاجئين منذ لجوئه وعائلته من قريته ومسقط رأسه، ويبلغ من العمر 91 عاماً ولا يزال يتمتع بصحة وذاكرة جيدة.

يقول إنه غادر فلسطين في العام 1940 إلى القاهرة، وهناك درس علوم القرآن الكريم، وبعد خمس سنوات عاد إلى قريته في العام 1945 ليعيش النكبة.

ويؤمن الشيخ جمعة إيمانا راسخا بأن الشعب الفلسطيني سيبقى متشبثا بحقوقه بغض النظر عن الظروف الحالية الصعبة حيث الإحباط واليأس والإنهاك وغياب حل جدي وحقيقي في الأفق للقضية الفلسطينية التي لا يمكن أن تجد الحل الأمثل، وفق تعبيره، إلا من خلال حصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه غير منقوصة مهما طال الزمن أو قصر.

وقال: “صحيح أن الشعب الفلسطيني قد تعب وأرهق وتحمل الكثير من الأعباء، ويواجه اليوم مصيرا مجهولا؛ لأن الحل المتوفر هو حل هزيل، ولكن لا يمكن أن يضيع حق خلفه مطالب، وكل هذه الأجيال المتعاقبة لن تنسى حقها”.

وشدد على أن رحيل جيل النكبة بحكم مرور الزمن لا يعني أن القضية الفلسطينية ستموت؛ لأنها قضية شعب وأمة، وجيل وراء جيل يحمل الراية حتى تحقيق الحقوق كافة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات