الإثنين 08/يوليو/2024

الفخاري.. سلة غزة الغذائية تشكو العطش

الفخاري.. سلة غزة الغذائية تشكو العطش

بحسرة وألم يراقب المزارع الفلسطيني أبو صالح العمور دونماته الزراعية شرق قرية الفخاري الحدودية وهي تكابد العطش وتقلباته من جهة، واعتداءات الاحتلال الصهيوني وإجراءاته التعسفية من جهة أخرى.

المزارع العمور هو واحد من مئات المزارعين من أهالي قرية الفخاري ممن يعتاشون من أراضيهم الزراعية، لا يجد ما يسقي به دونماته التي تحتاج إلى الكثير من الماء غير المتوفر أصلاً.

وفي حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” يؤكّد المزارع العمور أنّ سبب عدم توفر الماء هو قلة ساعات التيار الكهربائي التي تصل منطقتهم، والتي تصل في أكثر أحيانها ليلاً ما يشكل خطراً على حياتهم من التقدم نحو الحدود لسقي زرعهم، في حين تعد ملوحة المياه السبب القديم الجديد الذي يعاني منه أهالي المنطقة بشكل كامل.

وتقع الفخاري على الشريط الحدودي شرقي محافظة خان يونس (جنوب قطاع غزة) ويسكنها ما يزيد عن 12 ألف نسمة، فيما تتجاوز مساحتها 7700 دونماً، ويشتهر معظم أهالي القرية بمهنة الزراعة، وتُنتج القرية ما يزيد نسبته عن 50% من حاجة قطاع غزة من الفواكه والخضروات، وذلك بحسب إفادة المزارعين لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“.

أبرز المعيقات
المزارع محمد أبو طعيمة، منسق لجان العمل الزراعي في خان يونس، أكّد لمراسلنا، أنّ الزراعة في منطقة الفخاري تشكو من مضايقات ومشاكل عدة أبرزها الاحتلال الصهيوني الذي يعد السبب الرئيس في استهداف القطاع الزراعي بشكل خاص في المناطق الحدودية، إضافة إلى قطع التيار الكهربائي، وإطلاق النار بشكل شبه دائم، ما يؤدي إلى تراجع ملحوظ في الزراعة وكمية المحاصيل الزراعية.

ويشير أبو طعيمة أن الشريط الحدودي على امتداد قطاع غزة يعاني من كل هذه المشاكل لكن شرق خان يونس (الفخاري، عبسان، خزاعة) تعاني من هذه المشاكل نتيجة لاتساعها، ما يجعل المزارعين عرضة لخسارة أرواحهم ومحاصيلهم ومزارعهم.

أزمة المياه
وتعد مشكلة نقص المياه هي المشكلة الأبرز التي يشكو منها أهالي الحاضنة الزراعية بشكل مضاعف نتيجة الزراعة الموسمية التي تحتاج إلى الماء الوفير، وهو ما أكّده نائل العمور المدير التنفيذي لجمعية الفخاري، لمراسلنا، مبيناً أنّ الفخاري تشكو من قلة وفرة آبار المياه، “فيما يستورد المزارعين المياه عبر الخطوط الناقلة من منطقة “عريبة” الأقرب، والتي يزيد الخط الناقل فيها عن 12 كيلومترًا”، كما قال.

ويوضح العمور، أنّ الفخاري أكثر منطقة هشاشة؛ حيث تتعرض للاعتداءات الصهيونية بشتى أنواعها بشكل دائم ومتواصل.

ويشكو المزارع يونس العمور، من حاجته الشديدة والدائمة لنقل المياه من المحررات في المناطق الغربية لخان يونس، إلى أقصى شرق المدينة عبر مشاريع النقل الخاصة، والتي تكلفه زيادة كبيرة في المصاريف، ما يكبده خسارة في منتجه.

فيما يعبر المزارع شحادة موسى أبو طعيمة، عن قلقه المتواصل على أولاده وعلى نفسه من الذهاب الدائم إلى مزارعهم الحدودية لضمان سقي الزرع في الأحيان التي تصل الكهرباء فيها بعد منتصف الليل إلى تلك المنطقة.

مناشدة
محمد البكري، مدير عام اتحاد لجان العمل الزراعي، أكّد أنّ مؤسسات المجتمع المدني مع المؤسسات الدولية تداعت من أجل وضع حلول لهذه المنطقة، لافتاً إلى أنّ المنطقة تعاني من أزمة حقيقية في الماء والكهرباء حيث يشكو أهلها من توصيل وضخ المياه إلى أرضيهم الزراعية.

وطالب البكري في حديثه لمراسلنا، أهالي المنطقة برفع صوتهم والضغط من أجل خلق مقومات الصمود لهذا المزارع، وتوفير إمكانيات الزراعة من مصادر المياه وغيرها.

فيما أكّد مدير عام شبكة المنظمات الأهلية أمجد الشوا، أنّ تداعيات العدوان لا تزال حاضرة في الفخاري، مبيناً أنّ كل مقومات الصمود للمزارع في المناطق الحدودية لا تزال مفقودة.

وقال: “من حق المزارعين أن تتوفر لهم المياه والكهرباء حقًّا أساسيًّا”، مناشداً بإنقاذ الموسم الزراعي الحالي بتوفير وقود على الأقل لتشغيل المولدات لضخ المياه لهذه المناطق الزراعية.

وأعرب عن أمله أن تكون هناك استجابة فورية وعاجلة لإنقاذ الموسم الزراعي، “في وقت يعاني فيه 50% من الشعب الفلسطيني من انعدام الأمن الغذائي”، كما قال.

متابعة الوزارة
نبيل أبو شمالة، مدير عام السياسات والتخطيط في وزارة الزراعة، أكّد لمراسلنا، أنّ وزارته تتابع بشكل دائم مشاكل المزارعين وسيما في المناطق الحدودية، لافتاً إلى أنّهم وضعوا حلولاً طارئة عبر بعض الخطوات التي يمكن أن تنقذ الموسم الزراعي على الأقل.

وأوضح أنّ الوزارة، قدمت بعض المشاريع الطارئة والمستدامة من أجل توفير الكهرباء والماء بشكل دائم للمزارعين في المنطقة الحدودية، لافتاً إلى أنّ أبرز هذه المشاريع إقامة محطات طاقة شمسية لتشغيل آبار مياه يمكن أن تعمل بالطاقة الشمسية.

وشدد أبو شمالة، أنّ أبرز ما تعاني منه الوزارة هو شح التمويل، وقال: “يبدو أن غزة مستهدفة بشح التمويل، فيما تبدو أنّ كل الحلول مرتبطة بأفق سياسي”.


null

null

null

null

null

null

null

null

null

null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات