الجمعة 28/يونيو/2024

بني شمسة.. شهيد تضامن مع الأسرى بدمائه

بني شمسة.. شهيد تضامن مع الأسرى بدمائه

شهر ثانٍ يدخله إضراب الأسرى عن الطعام، اصطبغت بدايته بلون أحمر قانٍ يعكس طبيعة المرحلة المقبلة، وينذر بانتقال التضامن ليأخذ منحى تصاعديا، ويقرع جرس الخطر المحدق بحياة الأسرى.

ففي بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة، خرج عشرات المواطنين ظهر الخميس بمسيرة تضامنية مع الأسرى، أغلقوا خلالها الشارع الرئيس وسط البلدة، والذي يسلكه المستوطنون بالعادة في تنقلاتهم بين المستوطنات المقامة عنوة على أراضي القرى والبلدات المجاورة، لكن مسيرة حوارة انتهت باستشهاد الشاب معتز حسين هلال بني شمسة (23 عاما) من بلد بيتا المجاورة، وإصابة مجدي اشتية مصور وكالة الأنباء الأمريكية (AP).

وقال الصحفي اشتية، الذي أصيب بيده ووصفت جراحه بالمتوسطة: إن المستوطن وصل بسيارته، وبدأ بإطلاق بوقها ليفتحوا له الطريق، ثم تحرك بسرعة واصطدم بسيارة إسعاف كانت متوقفة.

وأضاف أن المستوطن بقي محتميا بسيارته إلى حين وصول دورية للاحتلال، وعندها ترجل من السيارة وبدأ بإطلاق النار بشكل عشوائي من سلاحه، ما أدى لإصابته هو واستشهاد الشاب بني شمسة.

الشهيد بني شمسة، وهو أسير محرر ذاق ألم القيد وظلم السجان، يقول أصدقاؤه إنه منذ بدء الإضراب وهو لا يفوّت فعالية تضامنية إلا ويشارك فيها.

وباستشهاده يرتفع عدد الشهداء برصاص الاحتلال منذ بداية إضراب الأسرى قبل أكثر من شهر إلى خمسة شهداء، وهو الثاني الذي يُستشهد خلال فعالية مناصرة للأسرى المضربين، بعد الشهيد سبأ عبيد من سلفيت.
 
غليان شعبي.. وصمت رسمي
وبدأت الفعاليات المساندة لإضراب الأسرى في الأيام الأخيرة تأخذ شكلا “صداميا” أكثر من ذي قبل؛ بالخروج إلى نقاط التماس مع الاحتلال، وعدم البقاء داخل المدن، مع استمرار الاحتلال بتجاهل الإضراب والخطر الذي يتهدد حياة الأسرى.

ورغم مرور 32 يوما على بدء الإضراب، لا يبدو في الأفق أن قرقعة أمعاء الأسرى قد لامست أسماع المسؤولين في السلطة ليتحركوا بشكل جاد لدعم مطالبهم.

وقال القيادي في الجبهة الشعبية زاهر الششتري لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، إن: “ما جرى في حوارة وغيرها من نقاط التماس، يشير إلى توجه جديد لدى الاحتلال بقمع فعاليات التضامن مع الأسرى بكل قوة، ويعبر عن صلف الاحتلال والمستوطنين”، وأضاف أن هذا التوجه يأتي بالتزامن مع تعنت الاحتلال في الاستجابة لمطالب الأسرى المضربين عن الطعام.

وقال: “آن الأوان لقيادة السلطة ومنظمة التحرير أن تتوجه لمحكمة الجنايات الدولية لتوثيق كل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني بشكل عام والأسرى بشكل خاص”.

وعدّ أن تصعيد الاحتلال يدلل على نجاح إضراب الأسرى، لكن عدم تعاطي السلطة بشكل جادّ وفعال يغري الاحتلال بالتمادي في عدوانه وصلفه.

وأكد الششتري أن هناك حالات خطيرة في صفوف الأسرى المضربين، محذرًا من أنه إذا لم يتم التعاطي مع مطالبهم، فإن الفترة المقبلة ستشهد ارتقاء شهداء في صفوف الأسرى.
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات