الجمعة 02/مايو/2025

الحاج فوزي أبو خليفة.. بين ذكرى حطام الولجة وأمل العودة

الحاج فوزي أبو خليفة.. بين ذكرى حطام الولجة وأمل العودة

قبل 69 عامًا، ويوم النكبة الفلسطينية، شرد الحاج فوزي محمد موسى أبو خليفة (أبو إسحاق) من سكان مخيم شعفاط بالقدس المحتلة، من قرية الولجة قسرًا عام 1948، وهو ما زال يصر على العودة إليها قبل وفاته.

ورغم كبر سن الحاج أبو إسحاق (82 عامًا) والشيب الذي يغزو رأسه وحاجبيه، يتمتع بشخصية وإرادة صلبة، وذاكرة متقدة بالمعلومات الموثقة بالصور، التي تعدّ شاهدا عيانا على قريته الولجة.

ويقول: “رغم مرور عشرات السنين على تهجيري من قريتي الولجة، إلا أني أتمنى الرجوع للعيش فيها، وأحلم أن أبني فيها بيتًا قبل وفاتي.. مستعد لترك منزلي في مخيم شعفاط مقابل العيش في القرية مع أولادي وأحفادي؛ حيث يوجد لدي 11 ولدًا وبنتا و45 حفيدًا”.

ألغام تحت المنازل

ويضيف أبو إسحق لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن “أول منزل دمرته قوات الاحتلال بالألغام منزل عمي أحمد في عام 1953، ثم بيتنا، وبعدها بيت جارنا، ونسفوا 13 منزلاً في نفس اليوم أمام عيني”.

وأردف يقول: “دمروا المنازل والمسجد والمدرسة التي وضعوا ثمانية ألغام تحتها حتى هدمت، ولم يبق في قرية الولجة سوى عيون الماء”.

ويشير إلى أنه لا يوجد معه مفتاح منزل والده الذي دمرته قوات الاحتلال في الولجة، إلا أنه ما زال يمتلك أوراق طابو لأرضه التي ورثها عن والده، وأوراقًا تثبت دفعهم ضريبة الأرض للأردن، وشهادة ميلاده.

الحاج أبو إسحاق تعرض للتهجير خمس مرات، في المرة الأولى هجر من الولجة إلى أرض مقابلها، ثم انتقل إلى بيت جالا، ومن هناك إلى مدينة رام الله، ثم إلى القدس، ومن القدس إلى مخيم شعفاط.

وعن حرب عام 1948 يقول: “حاصر العدو الصهيوني القرية من جميع الجهات، وقصفها بالمدفعيات والرشاشات من الجبال، يومين على التوالي. وعندما هجرنا عن الولجة، عشنا في المنطقة المقابلة لها في الخيام والمغر، ثم انتقلنا للعيش في بيت جالا، وبعد عدة شهور رحلنا إلى قرية بيتين في مدينة رام الله، وعشنا فيها عاما، ثم رجعنا إلى مدينة القدس في عام 1950، ومنذ ذلك الحين ونحن نعيش في القدس”.

بريطانيا “الأسوأ”

رغم قسوة الاحتلال الصهيوني، وتدميره مئات القرى الفلسطينية، واستشهاد العشرات من سكان قريته في عام 1948، وتهجير أهلها قسرًا بالمدفعية والرصاص، إلا أن الحاج أبو إسحق له وجهة نظر مع الاحتلال البريطاني الذي سبق الاحتلال الصهيوني؛ حيث وصفه بأنه أسوأ احتلال، لأنه سلم فلسطين لليهود، وفق معاهدة سايكس بيكو بعد الحرب العالمية الثانية عام 1917، وسمي في حينها وعد بلفور المشؤوم.

ويؤكد الحاج أبو إسحاق أنه لم ينقطع عن زيارة قرية الولجة، فما زال يزورها من حين لآخر برفقة زوجته وأولاده وأحفاده، ويتفقد أرضه وذكريات النكبة التي لم تنته بعد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، اليوم الخميس، أن 91% من سكان القطاع يعانون من "أزمة غذائية"...