اعتقال قاتل فقها .. إنجاز أمني بغزة وصفعة رادعة للاحتلال

منذ اللحظات الأولى لاغتيال الشهيد القائد القسامي مازن فقها، وجهت حركة “حماس” وذراعها العسكري كتائب القسام أصابع الاتهام لجيش الاحتلال الصهيوني، مؤكدة أنها لن تتوانى عن ملاحقة العملاء والكشف عن تفاصيل القضية، وهو ما عملت الأجهزة الأمنية بغزة بالتعاون مع المقاومة على مدار الساعة عليه حتى نجحت في توجيه ما وصف بأنه “ضربات تحت الحزام” لمخابرات الاحتلال.

فبعد 48 يوماً على اغتيال فقها، كشف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، اليوم الخميس، عن اعتقال القاتل المباشر، ومنفذ عملية الاغتيال بأوامر من المخابرات الصهيونية.

وأجمع خبراء أمنيون ومحللون سياسيون أن قدرة “حماس”، والأجهزة الأمنية في قطاع غزة، على الوصول إلى القاتل المباشر للقائد فقها، وجّه صفعة وضربة أمنية قوية للاحتلال الصهيوني، وأجهزته الأمنية التي طالما تباهت بتفوقها.

ورأى هؤلاء في هذا الكشف، إنجازًا يحسب لوزارة الداخلية بغزة، وحركة “حماس”، ما سينعكس بشكل إيجابي على المواطنين، وسيزرع الطمأنينة والأمن في بيوتهم.

وكان هنية أعلن اليوم في مؤتمر صحفي من أمام منزل فقها، غرب مدينة غزة، أن “القاتل المجرم الذي ارتكب الجريمة (اغتيال فقها)، ونفذ أوامر ضباط أجهزة الأمن الصهيوني أصبح في أيدي الأجهزة الأمنية، وأدلى بالاعترافات الواضحة المفصلة الشاملة عنها”.

“ردع للاحتلال”
اللواء والخبير الأمني يوسف الشرقاوي، يؤكد أن كشف “حماس” عن قاتل فقها، هو “ردع للاحتلال الصهيوني، ونجاح للأجهزة الأمنية في غزة، وسيكون له ما بعده”.

وقال الشرقاوي خلال حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إن العدو سيحسب حساباً كبيراً لهذا الفشل الكبير، الذي وقع فيه، نتيجة اغتياله فقها؛ نظراً لتكتمه في بداية الأمر، وإعلانه بشكل غير مباشر عن الاغتيال.

واغتال مسلحون مجهولون يوم الجمعة 24 مارس/آذار الماضي، الأسير المحرر فقها بعد إطلاق النار المباشر عليه من مسدس كاتم صوت، بينما كان يركن سيارته في الكراج الخاص به أسفل البناية التي يقطن بها غرب غزة، وفي حينه حمّلت حركة “حماس” وذراعها العسكري الاحتلال الصهيوني وعملاءه المسؤولية عن تنفيذ جريمة الاغتيال وتعهدت بكشف الجناة والثأر للشهيد.

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي حمزة أبو شنب، مع الشرقاوي، بأن الاحتلال “فشل في عملية الاغتيال رغم نجاحه في اغتيال فقها”، مشيراً إلى أن الاحتلال سيفكر جلياً في المرات القادمة في تنفيذ مثل هذه العمليات.

وقال أبو شنب خلال حديثه لمراسلنا: أجهزة الاحتلال الأمنية وعلى رأسها الشاباك الصهيوني، تلقى ضربة قوية ومؤلمة من خلال الملاحقة الأمنية المتواصلة لقاتلي فقها، ما أدى إلى انحسار وانكشاف أمر عمليته الأمنية.

“حماية للمواطن”
بدوره أوضح اللواء الشرقاوي أن وزارة الداخلية بحمايتها للمواطن الفلسطيني والأمن الداخلي تمثل أحد أذرع المقاومة الفلسطينية، وأن فشلها في حماية الأمن سيعود بالسلب على المقاومة وعناصرها، مؤكداً أن هذا النجاح في الكشف عن قاتل فقها، هو نجاح للمقاومة.

وأضاف “المواطن سيشعر بالأمن وكوادر المقاومة كذلك”، داعياً إلى بذل مزيد من الجهود للحفاظ على البيئة الأمنية الفلسطينة، وأخذ الاحتياطات اللازمة لذلك.

من جانبه ثمّن الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون جهود الأجهزة الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة، في الكشف عن قاتل فقها، مؤكداً أن الإعلان عن الكشف، يرسل رسالة اطمئنان لأهالي غزة، وللجبهة الداخلية.

وقال المدهون خلال حديثه لمراسلنا: “هذه الجريمة لا تخص حماس وحدها؛ بل وجهت ضد المجتمع الفلسطيني بشكل عام”.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي، أن الاحتلال الصهيوني الذي حاول زعزعة الأمن الداخلي والسلم الأهلي، فشل فشلاً ذريعاً،  عادًّا ذلك انتصارًا واضحًا وجليًّا لحماس والشعب الفلسطيني وضربة موجهة لجيش الاحتلال الصهيوني الذي حاول التمويه والتهرب من تحمل هذه المسؤولية.

وأضاف “حماس أثبتت أنها قادرة على قيادة معادلة أمنية كبيرة، وأنها لا يمكن أن تتورط في المربعات التي يريد أن يورطها بها الاحتلال، وأبقت معادلة المواجهة وقواعد الاشتباك واضحة وصريحة، ولم تذهب إلى احتمالات بعيدة عن الواقع”.