الجمعة 28/يونيو/2024

قراءة في السلوك النفسي لنتنياهو ردا على وثيقة حماس

قراءة في السلوك النفسي لنتنياهو ردا على وثيقة حماس

بحالة من التخبط، بدا رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وهو يتصرف بصبيانية عندما أقدم على تمزيق الوثيقة التي أعلنتها حركة “حماس” مطلع الشهر الجاري باسم “المبادئ والسياسات العامة” في تصرف وصفته الأخيرة بـ”العنصري”.

ووصف نتنياهو خلال حديثه، الوثيقة بأنّها “تلفيق كامل للحقيقة”، ومضى يقول: “الوثيقة الجديدة تنص على أنه ليس لإسرائيل أي حق بالوجود، وأن كل سنتيمتر من أرضنا يعود للفلسطينيين، وأنه لا حل مقبولاً إلا بزوال إسرائيل”.

واتهم “حماس” بأنها تريد “استخدام الدولة الفلسطينية لتدمير إسرائيل” حسب قوله.

 

سامي أبو زهري، المتحدث باسم الحركة، قال في تغريدة له عبر حسابه بموقع “تويتر”: “تمزيق نتنياهو وثيقة حماس فعل الضعفاء ودليل تأثيرها وقوتها”، داعياً الرأي العام العالمي للتوقف عند سلوك نتنياهو “العنصري”.

وضمَّت الوثيقة 42 بنداً، وجاءت تحت 12 محوراً، وهي “تعريف الحركة، وأرض فلسطين، وشعب فلسطين، والإسلام وفلسطين، والقدس، واللاجئون وحق العودة، والمشروع الصهيوني، والموقف من الاحتلال والتسوية السياسية، والمقاومة والتحرير، والنظام السياسي الفلسطيني، والأمة العربية والإسلامية، والجانب الإنساني والدولي”.

أزمة نتنياهو السياسية
المحلل السياسي والخبير الأمني إبراهيم حبيب، قال إن: “إقدام نتنياهو على تمزيق وثيقة حماس أمام الكاميرا وعلى الهواء مباشرة لا يليق برئيس وزراء يزعم أنه متحضر”.

وأشار حبيب في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ تصرف نتنياهو هذا يُدلل على أزمته السياسية وتخوفه من نجاح حماس في التعاطي السياسي الصحيح مع القضية الفلسطينية في ضوء وثيقتها الجديدة للمبادئ والسياسات العامة.

ونوه المحلل السياسي، إلى أنّ هذا التخوف يأتي في ثلاثة مستويات، فعلى المستوى الداخلي بدا يستشعر نتنياهو خطورة تأثير وثيقة حماس الجديدة على الجمهور الصهيوني وبعض الخبراء السياسيين والعسكريين الذين سيكونون أكثر ميلاً للدفع باتجاه فتح خطوط اتصال مع “حماس” لإبرام صفقة سياسية يُمكن أن تُسكّن جبهة الجنوب.

وأما على المستوى الإقليمي، فشعور نتنياهو بإمكانية انفتاح بعض دول الإقليم على حماس الجديدة، الأمر الذي سيُضعف حججه التي لا يزال يُسوقها لدفع تلك الدول على نبذ حماس.

وفيما يتعلق بالمستوى الدولي، فيشير حبيب، إلى استشعار نتنياهو بمخاطر الانفتاح الغربي على حماس، وقدرة الأخيرة على تسويق نفسها كمُمثل للحقوق الفلسطينية، الأمر الذي سيُضعف قدرته للضغط على الغرب تجاه الإبقاء على تجريم “حماس” دولياً.

عجز نتنياهو
“يبدو أن مفردات وثيقة حماس قد شكلت تحدياً سياسياً وقانونياً أمام نتنياهو الذي وقف عاجزاً أمامها ليتصرف بهذه العنصرية”، هذا ما ذهب إليه الأسير المحرر والمختص بالشأن الصهيوني محمود مرداوي.

ويؤكد مرداوي لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ وثيقة “حماس” يبدو أنّها وضعت نتنياهو في مأزق وأزمة حقيقية أمام قوة المفردات والكلمات التي تمكنت حركة المقاومة من صياغتها بشكل سياسي وقانوني يمكن أن يفتح أمامها الكثير من الأبواب المغلقة.

ومما أزعج نتنياهو – بحسب مرداوي- أنّ حماس أعادت للعالم صياغة طبيعة الصراع بشكل غير معهود دون أدنى أشك في أحقية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، حيث أكّدت أنّ الصراع سياسياً وليس دينياً.

ويضيف المختص في الشأن الصهيوني: “إعادة صياغة هذه القضايا بشكل مختلف يعني أنّ حماس تسعى إلى فتح الأبواب المغلقة سواء الإقليمية أو الدولية، وهو ما يشكل عجزا وتحديا كبيرا أمام نتنياهو”.

وبعيداً عن لغة النار والتهديد والوعيد أخرجت “حماس” وثيقتها بهدوء، في الوقت الذي تعهد نتنياهو بمزيد من الدماء والأشلاء ومواصلة استهدافها ومقاومتها.

ويشير مرداوي، إلى أنّ حماس نجحت في وثيقتها من رسم حدود العلاقات وحددت قوة الخطاب السياسي والقانوني، “وأنّها جاهزة لأي تدخل من أجل استحقاق حقوق الشعب الفلسطيني، حتى ولو كان ذلك ممكناً بدون دماء” يقول مرداوي. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات