عاجل

الأربعاء 03/يوليو/2024

معبر رفح.. شهادات حية تروى رحلة الآلام

معبر رفح.. شهادات حية تروى رحلة الآلام

على مدار سنوات طويلة من الحصار على قطاع غزة تتجدد ذات تعبيرات الألم المرسومة على الوجوه على معبر رفح، وهي نفسها كلمات الوجع المتأوهة بمناشداتها بلا حلٍّ نهائي يريح المواطن الغزي المخنوق من كل الجهات.

وعلى عتبات قطاع محاصر يتمني أهله الموت على أبوابه، يبدأ الوافدون بالنزول من الباصات غير مصدقين أنهم وصلوا إلى حيث الأمان والراحة حسب قولهم.

قطعة من العذاب

“كانت الطريق عبارة عن قطعة من العذاب”.. هذه الكلمات هي لسان حال كل من يدخل إلي صالة الوصول الفلسطينية لتبدأ بعدها الدموع تنهمر علها تخفف بعضا من الوجع والألم المدفون داخل أجساد أنهكها التعب خلال رحلة العودة.

المسن محمود المغير وفور وصوله بدأ ينظر في وجوه العاملين داخل المعبر الفلسطيني ليتأكد أنه وصل إلى طريق الراحة المفقودة طيلة رحلة سفره.

ويقول السبعيني لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: ” في طريق العودة ممرنا على عدة كمائن خاصة بالجيش المصري ومع كل كمين تبدأ عملية التفتيش والنزول من السيارات والعودة مرة أخرى، ليصل بنا الحال إلى درجة عدم القدرة على الوقوف على رجلي”.

ويتابع: “لم أشعر يوما بالإهانة وفقدان الكرامة مثلما تعرضت له خلال طريق عودتي، لأجد نفسي نادما على دخولي الي أرض الكنانة كما يصفونها”.

وفي الجهة المقابلة للمعبر ينام المئات من المسافرين داخل الصالة المصرية ممن سمح لهم بدخولها منتظرين الخروج في اليوم الثاني، لتستكمل المعاناة مرة أخري للنساء والأطفال وكبار السن.

وخارج البوابة المصرية وفي صورة تحمل الكثير من معاني الألم والإذلال ينتظر حوالي 1000 عالق في العراء أو في المسجد القريب من المعبر، متكدسين مع حقائبهم وأمتعتهم منتظرين اليوم الثاني من أجل العبور للأراضي الفلسطينية.

معاملة سيئة

“أم ياسر” هي الأخرى بقيت عالقة داخل الصالة المصرية كحال باقي القادمين، واصفة رحلة العودة بأنها قطعة من جهنم.

وتقول خلال حديثها لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “خرجت قبل أشهر للسفر إلى مصر من أجل إنجاز أوراق الجنسية، حيث تركت أبنائي وأطفالي الصغار، وانقطعت عنهم طيلة شهرين وأنا منتظرة فتح المعبر”.

وتضيف والدموع تسيل على خدها بحرقة: “توفي شقيقي في قطاع غزة نتيجة جلطة قلبية مفاجئة، وبسبب إغلاق المعبر لم أتمكن من إلقاء نظره الوداع الأخيرة عليه”.

وعند سؤال الحاجة أم هاني عن رحلة العودة إلى القطاع قالت، والإرهاق يبدو على جسدها: “الرحلة يا ابني تعب في تعب.. نشفوا ريقنا والله، طول الطريق واحنا في تعب وإرهاق، والضغط ارتفع معنا وبنأخذ حبوب من أجل التخفيف من الضغط”.

واستغرقت الطريق مع الحاجة وزوجها القادمين من مصر لزيارة أحد أقربائها حوالى اليومين، موضحة أن المعاملة كانت سيئة من الجنود والضباط الموجودين على الكمائن طيلة الرحلة.

من جهته، وجه العالق جمال زعرب رسالته للقيادة الفلسطينية في رام الله وغزة بضرورة إيجاد حل مع السلطات المصرية بخصوص الإذلال المفروض على المسافرين المغادرين والقادمين، مطالباً الجانب المصري باحترام الإنسان الفلسطيني وعدم التعامل معه كالبهائم.

ويأمل سكان القطاع أن يبقى المعبر مفتوحا في الاتجاهين ليتمكنوا من السفر من خلاله إلى العالم، ويكسروا حصارا “إسرائيليا” مستمرا عليهم منذ عشر سنوات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات