الخميس 01/مايو/2025

خيارات ترمب تجاه القضية.. بين الدعاية والواقعية

خيارات ترمب تجاه القضية.. بين الدعاية والواقعية

يبدو أنّ نشوة الزعامة والرئاسة بدأت تنجلي شيئًَا فشيئًا عن الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترمب؛ حيث كما يبدو أن قدميه بدأتا تغوصان في وحل السياسة والنظام الأمريكي “عميق الجذور” المنحاز بلا تردد لـ”إسرائيل”.

ترمب لم تكن دعايته الانتخابية خالية من عبارات الدعم المطلق للكيان الصهيوني، حتى إنه هدد في أحد خطاباته بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة باعتبارها عاصمة لـ”دولة الاحتلال”، إلا أنّ خطابه بات الآن أكثر واقعية -حسب محللين- بعد اطلاعه على الآليات والسياسة التي ترسمها له الإدارة الأمريكية.

“صفقة القرن”

وفي الوقت الذي كان يعد فيه ترمب -خلال حملته الانتخابية- بعقد ما كان يطلق عليها “صفقة القرن”؛ حيث بدت مبهمة وتحمل تأويلات وتحليلات كثيرًا، يتقدم ترمب إلى وعود بحل الصراع الفلسطيني – “الإسرائيلي” بلا رؤية حقيقية أو خطواتٍ عملية.

وقد اتفق محللون سياسيون في أحاديث منفصلة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ ترمب لا يحمل رؤية حقيقية لطبيعة حل الصراع أو كيف يمكن أن تنفذ أي خطوة.

وبحسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر ناجي شراب، فإن: “ترمب وعد بتحقيق صفقة تاريخية شاملة لإنهاء الصراع، ولكن يبقى السؤال: كيف يمكن له أن يحقق هذا الإنجاز؟”.

وهو ما أشار إليه الأكاديمي بلال الشوبكي، مبينًا أن حديث ترمب عن الصفقة بدا واضحًا، ولكنه لا يملك رؤية حقيقية أو خيارات تجاه حل القضية.

بلا رؤية

ويضيف الشوبكي أنّه عقب لقاء ترمب برئيس السلطة محمود عباس ونيته زيارة المنطقة، تبين أن الأمر يحتاج إلى تجاوز مسألة الحديث عن صفقة، لصالح الحديث عن خطوات عملية وحقيقية.

وتابع: “لكنه لا يبدو أن ترمب يحمل أي خيارات واضحة أو خطوات عملية للتوجه لإنهاء الصراع، سوى البناء على ما تقدمه له الإدارة الأمريكية، كما حال أسلافه من قبل”.

الحال الذي أكّده أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر شراب؛ حيث قال: “ترمب لا يحمل رؤية واضحة أو استراتيجية كاملة يمكن التعرف عليها لحل الصراع”.

خيارات متوقعة

المحللون توقعوا أن يذهب ترمب إلى خيارات متعددة للدفع من أجل حل الصراع، أبرزها خيار طرح خطة “سلام إقليمي” -يقول شراب- من خلال الدعوة للعودة إلى المفاوضات المباشرة بدور عربي إقليمي تشارك فيه عدة دول.

لكن ترمب قال في لقاءات أعقبت فوزه إنّ بلاده لن تفرض أي رؤية على الفلسطينيين و”الإسرائيليين”، الأمر الذي يعني أنّه سيبقي التعامل في ظل الترتيبات الأمنية السابقة التي يطرحها البيت الأبيض، بحسب المحلل الأكاديمي الشوبكي.

ويطرح المحلل شراب من جهته خيارًا آخر يمكن أن يذهب إليه ترمب، وهو الدولة الاقتصادية في ظل تصاعد الاستيطان واستحالة حل الدولتين، مع التركيز على البعد الأمني في تقوية العلاقة الفلسطينية- “الإسرائيلية”.

ويشير أستاذ العلوم السياسية، إلى أنّ هذا الخيار يسعى من خلاله ترمب إلى تذويب كل مكونات القضية الفلسطينية، ولن يقبل أن تقابَل إجابته بالرفض، وهو ما يشكل تحديًا أمام الفلسطينيين.

وفي ظل الانحياز المتناهي للإدارات الأمريكية المتعاقبة لـ”إسرائيل” وعدم خروج أي رئيس جديد عن طوع البيت الأبيض تبقى الخيارات محدودة، وتبقى الرؤية سالفة الذكر هي أبعد أفق يمكن أن ينظر إليه الساسة دون أمل في حصول أي تحولات دراماتيكية في طبيعية العلاقات أو خطوات الحل التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تشكل إنصافًا للفلسطينيين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات