الإثنين 05/مايو/2025

الحواجز الطيارة.. عقاب جماعي للمواطنين ومصيدة للمحررين

الحواجز الطيارة.. عقاب جماعي للمواطنين ومصيدة للمحررين

كان السفر من مدينة نابلس (شمال الضفة) إلى رام الله (وسط الضفة) لا يتعدى بالوقت الطبيعي الساعة الواحدة، لكنه مؤخرا أصبح ثلاثة أضعاف تقريبًا، في مشهد أضحى مألوفا للسائقين والركاب، بعدما سلط الاحتلال على الفلسطينيين سيف الحواجز الطيارة، نوعًا من العقاب والتنكيل.

ولا يختلف الأمر أثناء العودة إلى المدينة؛ فالحواجز الثابتة أضحت عنوانا لعرقلة حركة المرور ليس إلا، فيما الحواجز الطيارة، تسعى لأن تكون مصيدة خاصة للأسرى المحررين ومن تصفهم سلطات الاحتلال بـ”المطلوبين”.

فيضان مركبات

يقول مواطنون غادروا رام الله أمس الخميس مع أذان الظهر، إنهم وصلوا نابلس مع أذان العصر، وإن الطريق استغرقت معهم أكثر من ثلاث ساعات، تعرضوا فيها للإيقاف أربع مرات، وكابدوا عناء الانتظار في طوابير من المركبات بطول أكثر من كيلومترين.

وذكر السائق عبد الله القصراوي، أن ثلاث طرق تؤدي من رام الله لنابلس، كانت أشبه بفيضان من المركبات، بسبب الحواجز الطيارة، منبّهًا إلى أنه على حاجز بيت إيل وحده، انتظر ساعة حتى سمح له بالمرور.

وأضاف أن دافع الجنود على هذا الحاجز والحاجز الطيار الآخر قرب عين يبرود في القضاء، هو تنغيص حياة المواطنين، وليس التدقيق في الهويات.

وما زاد الأمر ألما للمواطنين أن يوم الخميس معتادًا فيه عودة آلاف الموظفين من مواطني شمال الضفة، المقيمين برام الله إلى مدنهم وبلداتهم، ما زاد الأمر تنكيلا، لازدحام الطرقات أصلا.

مضايقات واعتقالات

ورصد مواطنون عدة حواجز طيارة بين نابلس ورام الله، ومنها حاجز قرب مستوطنة عيليه وآخر عند عين سينيا، إضافة إلى حاجز طيار قرب مدخل حوارة الشمال لا يبعد سوى كيلو واحد عن حاجز حوارة جنوب نابلس.

وكانت سلطات الاحتلال قد وزعت مؤخرا منشورات باللغة العربية، تتوعد فيها مواطني الضفة بعقوبات على الطرق، محملين الشبان المسؤولية عن تلك الإجراءات، بسبب رشق الحجارة ومهاجمة مركبات المستوطنين.

وفي ظل المضايقات على حاجز حوارة اعتقلت قوات الاحتلال مساء الخميس، الأسير المحرر نضال نادر سليمان (36 عاما) من سكان قرية كفر قليل قرب نابلس، وذلك على حاجز حوارة جنوب المدينة.

وحسب معطيات مركز المعلومات الصهيوني لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسيلم)؛ فإنه في نهاية شهر كانون ثانٍ 2017 وصل عدد الحواجز الثابتة المنصوبة في الضفة الغربية إلى 98 حاجزا، من بينها 59 حاجزا داخليا منصوبة في عمق الضفة الغربية، بعيدا عن “الخط الأخضر”.

بالإضافة إلى ذلك، ينصب جيش الاحتلال على امتداد شوارع الضفة الغربية المئات من الحواجز الفجائية المتنقلة. وقد أحصى في شهر نيسان 2015 مكتبُ الأمم المتحدة للشئون الإنسانية حوالي 361 حاجزا متنقلا مقابل قرابة 456 حاجزًا في شهر كانون أول 2014 و256 حاجزا في شهر كانون أول 2013 و65 حاجزًا بين شهري أيلول 2008 وآذار 2009.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات